تربان كنّا
أنا وبنيامين
وذاك الشيخ الحارض
رأيتهم للشمس
للهلال ساجدين
قصصت رؤيتي
وذلك الرجل الحكيم
يعتمل الخوف القديم
في فؤاده
والشعرة التي قصمت ظهر البعير
أحدها الحقد الدفين
إخوان يوسف في الفلاة يلعبون
وحارس المتاع
ذلك المسكين
يعرّى من قميصه
ويودع القليب
يباع للعزيز
بدانقٍ زهيد
والوالد الذي توجّس المكيدة
يقلب القميص
لا ناب للذئب أو لعاب
ومازال الهوى يقتل في مضاربنا
وأجساد في ظلال الدوح
مسجّاة تمزقها
لواعج فرقة قصمت
بسيف الآه ظهرينا
تربان كنّا
وكان الهوى جذلاً
يعمّد روحنا قسراً
ويطوينا وينشرنا
ويقذف في مهب الريح رمادا من تعاويذٍ
سخاماً من تلاقينا
* * *
عندما كنا ندّب في ربع الهوى
ونرضع من معين الوجد
بُلغة المشتاق
أخليليّ الهوى وهم
وامرأة العزيز مكبوتة بالشبق
يدفعها الحنين
أم هذي سنّة الأحباب
أم أن معنىً آخر
يفقهه
أولئك الذين قد تمرسوا
بلعبة الغرام
أم أن حرفاً ساقطاً
من نسخة الأشواق
لازلت لا أدريه
أم أنني غرٌّ
لا أفهم
لا أتقن
لا أحسن القراءة
في دفترٍ سطوره الضباب ٍِ
أ م أنّ ربّ الكار
لم يجيزني بعدُ
شهادة احتراف
* * *
هل كان وهماً صارخاً
حلماً سليباً في ليالي الصيف
في آخر الليل الطويل
تلوح آمالي مهشمة الصور
أذكر يوم كنّا والهوى تربان
نلهو بخيط العنكبوت
وننسج القمصان
أقمصة تقدّ من وراء
وفارس الحسناء يركض لاهثاً
مخافة الوقوع في الآثام
وقبضة الأمواس
في راح العذارى
تشذب الأيادي المغلولة
وراهب الزنزانة الجرباء
يفسر الأحلام
سيصلب الساقي على جذع الحقيقة
ويترك الثاني مديراً للمدام
ويحلم القبطان
إني رأيت في المنام
ألفاً من الغيلان يأكلون
ألفاً من الحيتان
فمن يعبـّر الرؤيا
ويحسن التبيان
يدّكر النديم ذات حين
هناك في القضبان
خلف السجن
ينام ترجمان
ممزّع الرداء
لكنه قد يرفض الإتيان
هل حصحص الحقّ عندكم
أو بان
هل راودته النسوة اللواتي في الخدور
أم أنه ياسيدي
خطر على الكهنوت والأحبار
* * *
إني أرى يا سيدي
قوافل الجرذان
وأرى جراداً يسدّ قرص الشمس
وفي فم الجراد يلتقم الحصاد
وأرى النيوب والمخالب
تعضّ بالقطعان
فهل جعلتموني سيدي
أهشّ بالمقلاع
في وابل الجراد
وأنصب الفخات للفئران
وأجبّ كلّ جيفة
تطالها الغربان
وهل أعطيتموني ما تجبون من غلال
أم تجعلون مني خازناً
مع أنني قد لا أجيد جمع السحت
وأحسن الطرح والتقريب
بدونما استلاف
وأضرب الأخماس بالأسداس
قسمتي ضيزى بشرعكم
وأنتم تعرفون
* * *
وما حصدتم سيدي
ذروه في سنبله
لأنكم لابدّ تعبرون
عشراً بدون زاد
يأكلن
ما تجنون
ويأمر العزيز
ها رحلهم قد جاء
فحطّوا الصاع في المتاع
واستأ سروا ذاك الغلام
وأذّنوا في العير بالفقدان
ولتسمعوا رجع الصدى
يا سادة يا كرام
كأني أسمع هاتفاً
يجيء من يعقوب
لا تدخلوا بني كلكم من باب
ولتحذروا الحساد
* * *
و يُخرج الصواع من متاع بنيامين
فكأنهم كادوا له
والشرع أن يعدّ في الرقيق
ومع صياح العير والحداء
تختلط الأصوات
يعقوب
لازلت أنت في ظلالك القديم
وأنت يا أبانا بشراك قد لقينا
هناك من يمير
والشائب المفند
يشتمّ في الأثير
روائح تجيء من بعيد
ويوضع القميص
فتومض العينان
تنتهي الحكاية
ومع التئام الشمل
و في حرّ اللقاء
يروح إسرائيل
ويترك التوراة
* * *
ويجيء من خلف السراب من جديد
زبالة الآفاق
ويحملون ضمن السرب أسفار الخراب
ويترجمون الآي وفق مايرون
ويبحثون عن ميراثهم
ويراسلون الربّ
أن أتينا
وهذه الدار التي وعدتنا والمبكى والمحراب
ياربّ ما خلقت هؤلاء
إلا لأجل شعبك المختار
عبيدهم
إماؤهم
نعاجهم
لا ضير في ذبح النعاج
* * *
وينتش السرطان تحت القبةّ
يُقـّتلون مظاهر الحياة
ويعزلون بالإسمنت
وينثرون الويل
يدمّرون الزرع
ويهلكون الحرث
ويقسّمون
ويوقدون نار الفتنة السوداء ويحملون في جيوبهم
أوائل الخراب
ولاغروَ أن يكون ديدنهم دسائساً ومكائداً
وفي ذقونهم قد علق القراد
* * *
الآن يا صهيون
هل تنفع الأسفار
هل يجدي الإصحاح
أما علمت بأن قساماً جديداً قد أتى
قبعة الإخفاء يا صهيون لن تنقذ النعام
وآلة الموت التي تدير لن تمنح الخلاص
لن تحرز النجاة
سكينك المشحوذ
لن يقطع الأعضاء
* * *
وزمرة الأخياف
ممن أحكموا الحصار وأغلقوا المنافذ
وحاولوا التمرير واستمرؤوا الهوان
لم يجدهم خذلانهم
يا قدس يا جرح القديم تماثلي
وقومي للعناق
فالشام تنجب الأبطال
هي صانعة الأمجاد
وأم الملاحم
مرَّغت آناف أهل البغي بالتراب
داستهمُ أحذية الأشبال
وافتتحت لهم في أرضها جهنماً حمراء
وفي الجنوب يُولد الإصرار
والطموح
وفيها كلُّ وعدٍ صادقٍ وضَّاح
واليمن الغراء تهزج بالحداء
وتضمّ أنجال العروبة والشموخ
لا لن يموت الرفض والإباء
غزة ستكتب التاريخ من جديد
بدما الأطفال
بالشظايا المزروعة في أجساد الشيوخ
والعذارى
بجدائل ودموع الأمهات
سترتب النهايات التي تريد
باستثناء شرذمة من المارقين
اللذين آنذاك يشربون الكأس
في نخب اللئام
رغم أولئك الأخياف
سيعود الغد مشرق الإصباح
* * *
٦/٢/٢٠٠٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.