مضى عامانِ و الأعوامُ تجرِي ... تِبَاعًا في مَسَارِ الانقِضَاءِ
فَما مِنْ حَائِلٍ عَن ذَا، فهذا ... مصيرُ الكونِ دونَ الانتِهَاءِ
إذا حَكّمتَ روحَ العقلِ فَهْمًا ... و حاولتَ التّخَلِّي عَنْ هُرَاءِ
قُيُودٌ واكبَت بَحثًا، فقالَتْ: ... مصيرُ الكونِ يَمضِي لِلنِّهَائِي
أساطيرٌ و لاهوتٌ و فِقهٌ ... خِلافٌ لِانفِجَارٍ في فَضَاءِ
لهذا يغلُبُ القولَ اعتِقادٌ ... بأنّ الكونَ فِعلًا لانِهَائِي
مَجَرَّاتٌ و شكلُ الكونِ هذا ... و بُنيَانٌ سَيَبْقَى في بَقَاءِ
دَوَاعِي طاقةٍ منها ثَبَاتٌ ... بما في الأرضِ أو جوفِ السّمَاءِ
بِلا تأثيرِ تَقلِيصٍ و مَدٍّ ... و هذا كلُّهُ ضِمنَ احتِوَاءِ
متى سَلَّمْنا أمرَ الحكمِ دِينًا ... فَلَنْ يَبْقَى كَثيرٌ مِنْ عَزَاءِ
لأنّ العقلَ يَبقَى في خُضُوعٍ ... و ما مِنْ أمرِهِ مَبنَى رَجَاءِ
غَرِقنَا في رؤى المَرئِيِّ مِنهُ ... و غابَ البعضُ عَنْ مَرأىً لِرَائِي
بِمَا بينَ الزّمانِ و ما مكانٌ ... أشيءٌ خارِجٌ عن ذا الجِدَاءِ؟
هِيَ الأجسامُ أنواعٌ تَرَامَتْ ... بِفِزْيائِيَّةٍ في ما وَرَاءِ
يَظَلُّ العقلُ يجري نَحْوَ بَحثٍ ... و لا نَدرِي بِمَردُودِ العَطَاءِ
صِرَاعٌ قائِمٌ مُذ كانَ كَونٌ ... سَيَبْقَى قَائِمًا دُونَ انتِهَاءِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.