خضراء قبل ان جردها الزمن .. الشاعر مها عزي

(( خضراء قبل ان جردها الزمن


  ))

     تلك هي شجرة الأيام كانت أغصانها غضة

    وثمارها نادرة وأوراقها بألوان الربيع مشرقة

    صافحة الحياة بظل أغصانها 

    اليانعة كانت قد بدأت أول قصة مع الحياة 

    نبتت في أرض صلبة تحدت تضاريس المناخ

    بوجه العواصف صمدت لم تهزها رياح عابرة

    ولم يجفف جذورها حر الصيف 

    صمدت شامخة ما جرفها طوفان ولا انزلاق 

   تربتها لأن جذورها العميقة جعلتها تصمد 

   بوجه الحياة وبكل فصولها 

   كان كل ما مر... عليها فصل ينتزع من اوراقها

  ورقة وهي على رصيف العمر منتظرة 

  أن يعود ساقيها ويروي عطش غصونها (لكن )

  كان البعد رفيق أيامها .... بكل قسوة 

  لم تكن تعلم تلك الخضراء بأن من جردها اوراقها

  كان هو قد انتزع كل الأشياء الجميلة حين لم ينظر

  ورائه وكأنها نبتت لتتحدى قسوته وليس قسوت

  تلك الارض التي شقتها وخرجت بكل أمل بربيعها

  كان الأعصار الذي تغلل وسط أغصانها ليقول لها

 وداعاً لتسقط اوراق الشجرة اليانعة ورقة ورقة

  بمرور الزمن حتى تجردت أغصانها لكن

  رغم القدر

 بقيت صامدة ولم تضعف ولم تستسلم لان ما كان

 بين أغصانها ....قد أحياها رغم طول الانتظار

 كانت قد تعودت ان تحب نفسها اكثر 

 لكنها لم تنسى انها انتظرت جرعت ماء

 تروي جفاف ارضها القاسيةوكان الدرس الأول قد علمها الصمود بوجه الماضي ان تتحدى 

 لكن لم تعد أغصانها الغضة تتحمل عواصف 

 قد تكسرها نسمة اذا عادت للعمر قصة الأمس

  بحاضرها ببحر من الأمل 

 لذلك هي :

أصبحت حذرة تخاف العواصف ان تمر بأغصانها

لأنها كلما عادت بها الذكرى تعود وحيدة من جديد

في بستانها ومروجها ....هي الآن على قارعة الطريق

تنتظر أوهل يعود الربيع ؟؟؟؟

وتكتسي أغصانها العارية وهي في مهب الريح

وتزهر بالأمل ثمارها وبلوعد يغرد البلبل فوق اغصانها

وتعود لجذورها الحياة .....

هي تلك الصامدة بوجه كل التيارات هي كالبحر كبيرة

وبعمق اعماقه تجاوزت الامواج بصمتها كانت تقول 

كل شيء ...ففي عمق ارضها بركان وفي سكونها طوفان

وفي عيونها عيون بريقها يخطف الوجد ويحلو لها

 استعذاب الروح حين تسقط الاوراق وتتشقق الارض

من جذورها لتخرج يانعة من جديد رغم ظلام الأيام

بروحها هي تلك الشامخة بوجدها تلك التي لم تكسرها

السنون ولم يحطمها الانتظار ...لأن مخزونها هو بحر

لا يجف واوراقها خضراء لا تسقط هي... المتجردة 

وهي الممتلأة لم تسقط ولم تجف حتى وان كانت كل الفصول هي الصيف بحره والخريف بتجرده هي تلك الحروب التي انتصرت

وشقت بحروفها بحوراً ومحيطات هي كرمال الشاطىء

يمر الموج فوقها وتبقى لتعاند جميع التيارات وعواصف

الحياة

وستبقى تلك الخضراء مهما جردها الزمن وعاندتها الاقدار 

                    وقست عليها الأيام

              //////////////🌿////////////////

 🌿((مها عزي ))🌿