من بواعث الغبطة ان الزمن يمحي الذكريات القاتمة ويخمد جذوة الكراهية والحقد ، وعلى هذا صرت أعوّل، غير أني لم أرى في في ذلك الجبين المرتفع الآمر الذي قطب في وجهي متوعدا سوى الرغبة الجامحة في الإنتقام ، كما رأيت في نظرتها التي لا تلين أنها مصممة على أن تتهمني بالشر..
عمدت الى التجاهل والصبر حتى يهدأ انفعالها الغير مبرر ، ولم يكن في نفسي سوى الرغبة القوية ان نتصافى وان امسك يدها بمودة وحب واطلب المغفرة والصفح عن الذنوب التي لم أرتكبها...
تطلعت الى ركن المكتبة حيث اضع دفتر رسائلي ، جئت بمقعد الى جوار النافذة وجلست ثم انحنيت أقلب صفحات الرسائل باحثا عن اللحظات الحميمه والشجية بين السطور ، طفرت دمعة ولكني سرعان ما رددتها الى مآقيّ ، ونظرت خلف النافذة ، كان الخريف يزحف ببطء و اوراق قليلة صفراء ك ألسنة اللهب بدت على الاشجار مؤججة لمشاعر دفينة في اعماق نفسي ، انتابني الكمد والغم والحسرة وقلت في نفسي : كم هو محزن ان بعض الناس لايقيمون وزنا كبيرا للشعور الصادق الكريم، وعندما عصفت رياح شديدة في الخارج ، اطلقت لدموعي العنان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.