الكاتب محمد ابو معتوق

(قصة حب شرقيه).

....م.أ.معتوق 

""""""""""""""""

كان الشاب من النوع الرومنسي بصورة لا تُصدق.. وكان ينفق صباح كل يوم ساعة رملية وهو واقف أمام المرآة ..ليثبت شعره الكثيف بنصف عبوة من المثبت .وكان يحلم بعد كل هذه المصاريف ..

أن يقع في الحب وقوعاً مدوياً ..

دون ان يشعث هذا الوقوع شعره المنتصب الذي يتباهى 

به أمام شباب الحارة المتهدلين.

وبينما كان الفتى عائدا لبيته في الليالي الحالمة

 .وعندما اقترب من باب البناية 

إذ..

وبكيس من النفايات الصلبة سقط على راسه 

فوقع فارسنا المغوار في الحب 

وقوعاً مدوياً ..

وكان من حسن طالع الفتى ان انتبهت الفتاة التي القت بالكيس الى سقوط الفتى 

فصاحت :ولي على قلبي انشالله يكون الشب مامات

 ..ونزلت الفتاة بعفوية واستعجال على الدرج ..وعندما وجدت الفتى ممددا على الأرض لا من تمه ولا من كمه ..امسكته من صدره وخضته بقوة لتستعيده ..فلم يتحرك ..عند ذلك نظرت الفتاة الى جهتي الشارع وعندما لم تجد احداً ..قربت الفتاة شفتيها من شفتي الفتى ..وبدات تنفخ فيه من روحها وشفتيها وصارت تحرك لسانها لتستعجله وبالغت في اللثم والضم ..والفتى غائب عن الوعي كأنما أختطفته قوى غامضة ..

عند ذلك جلست الفتاة على الأرض ووضعت راس الفتى في حجرها 

وعندما وجدت ان شعره ينتصب لوحده

 نيابة عن جسد صاحبه .. 

 شعرت بالقليل من التفاؤل بعودة الحياة للفتى

..وبدات تداعب شعره بحذر حتى لاتجرح نفسها 

..ثم وبعفوية تامة انحنت الفتاة بصدرها العظيم ونهديها الطافحين بالجوع والسلام على وجهه الغارق في لجة من الغمام 

وحركت صدرها فوق انفه وفمه ومعتقداته ..

في تلك اللحظة شعرت الفتاة ببوادر حركة ..فزادت بضغط حلمتيها على وجهه عندها سمعت صوتا عميقا يقول أين أنا ؟

فقالت الفتاة:انت هنا في الجنه

 ..ولقد وقعت على الأرض لأسباب لا ضرورة لذكرها وها انا أحاول انقاذك ..بصورة لاتفهمها حارتنا ..فاستر على مارايت وماشعرت ..

فالأشياء الجميلة 

لا تسقط على الانسان دفعة واحدة .

فاذهب للحمام واغتسل وتطهر 

ولاتعد لمثلها .

ثم ركضت الفتاة 

وصعدت الأدراج وعندما وصلت للسطح والمداخن وخزانات الماء 

وعيون القناصين 

..انخرطت في بكاء عال ..

ثم سمعت القناص من الجوار يصيح :

ليس بالحب وحده يحيا الانسان .

بعد ذلك سمعت الحارة كلها دوي رصاصة ..

فاضطربت الحارة كلها ..و تراجع الحب فيها الى الجهات المعادية ..

ولم تعد اية فتاة تفكر بإلقاء كيس من النفايات 

حتى لايقع احد في الحب مرة ثانية ..

...م.أ.معتوق