السبت، 30 سبتمبر 2023

الفجالة .. الشاعر د/ محمد موسى

♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠

♠ ♠ ♠ الفجالة


 ♠ ♠ ♠

♠ ♠ حي الفجالة في القاهرة هو أشهر حي في بيع الكتب والأدوات المدرسية ، ولا يوجد طالب في القاهرة إلا وقد إرتاد هذا الحي لشراء الكتب الخارجية والكراسات والكشاكيل والأقلام منه ، وكان زميلاً لنا ونحن في الجامعة إبن صاحب أكبر مكتبة في الفجالة ، وهي تحت عمارة ضخمة وفخمة في هذا الحي ، وكنا نحن أربعة أصدقاء متلازمين من المدرسة إلى الجامعة إثنين منا مسلمين وإثنين مسيحين ، وأتفقنا أن نلتقي كل خميس عند المكتبة ، ونأخذ إبن صاحب المكتبة معنا كان الحاج والد هذا الصديق يحبنا جداً ، لإننا لنا صفات أعجبته فلا أحد منا يدخن ولا نتلفظ بألفاظ خارجة ، وكان شديد الحب لبطل هذه القصة ويقول له إذا رأه كنت أتمنى أن تكون أحد أبنائي ، فيقول له أنا إبنك يا حاج فيرد كنت أريدك إبن يرث ، كان يعلم أن بطل القصة فقد أمه وأباه وهو لم يتجاوز الثامنه عشر من عمره ورغم هذا كان مجتهداً في دراسته ومستقيماً في سلوكه ، رغم أنه يملك سيارة ويعيش في بحبوحة من العيش ، وفي خميس كما العادة ذهب بطل القصة إلى المكتبة ليتلاقى مع أصدقائه ، وعندما هم بإغلاق سيارته سمع على الرصيف المقابل من ينادي عليه بصوت جهور ، نظر للصوت فإذا هو لرجل ضخم الجثة له كرش يتقدمه بمسافة ليست بالقليلة ، وإتجه إلى هذا الذي نادى عليه فسأله صاحب الكرش ، ألست أنت فلان قال نعم قال أنا "الحنش" ، كنت معاك في أولى ثانوي ، هذا الإسم لا يُنسى فهو كان يشترك مع بطل القصة في الحرف الأول من الإسم الأول له ، ولكن هو عرف في الفصل "بالحنش" ، وكان قد رسب في أولى ثانوي ، والبطل إنتقل الى الثانية ثانوي ثم رسب مرة إخرى والبطل إنتقل الى الثالثة ثانوي ، ولما خرج البطل من المدرسة الثانوية إلى الجامعة كان هو قد تم فصله من المدرسة لإستنفاذ مرات الرسوب ، سأله بطل القصة ماذا فعلت بعد ترك المدرسة ، قال عملت مع إبي في تجارة الخردة في السبتية وتزوجت وسكنت في تلك العمارة ، وهي التي تحتها مكتبة والد الصديق ، ثم سأل بطل القصة ماذا تعمل أنت قال أنا معيد في الجامعة نظر إليه بشيء من التعالي ، وسأله كم راتبك قال له 120 جنية قال في اليوم قال لا في الشهر ، فضحك ضحكةً ظلت لسنوات ترن في إذن بطل القصة ، وقال له بإستعلاء واضح ، أنا اليوم الذي لا أكسب فيه ألف جنية أنامه أحسن وأريح جسمي ، وقال له كل عيل من أولادي مصروفه في الشر أكثر من 200 جنية ياراجل ، نظر اليه البطل وقال يا "حنش" كلامك قد يكون صحيحاً ، ولكن بعد عدد من السنوات سوف أحصل على الماجستير وبعد هذا سوف أحصل على الدكتوراه ، وأولادي في المدرسة عندما يُسألوا والدكم ماذا يعمل سوف يقولوا دكتور في الجامعة ، أما أنت فاليوم وغداً وبعد الغد إذا سُألوا أولادك عن عمل والدكم سوف يقولوا تاجر خردة في السبتية ، قال الحنش تعالى لزيارتي وشوف الأبهه التى أعيش فيها ، علم إيه ياراجل وأنتهى الحديث بينهما ، ثم أكمل بطل القصة يوم الخميس كما هو معتاد مع أصدقاءه ، ودارت الأيام وبعد سنوات من عودة بطل القصة من أمريكا بعد حصوله على الدكتوراه كان يجلس ذات يوم في أجازته على شاطئ البحر في المعمورة يقرأ الصحف ، فإذا بخبر إستوقفه وهو القبض على عصابة لسرقة السيارات وتقطيعها في ورشة خردة في السبتية وبيعها قطع ، ونظر إلى صورة صاحب الورشة فإذا هو "الحنش" ، فقام بطل القصة وسار إلى بيته المقابل للشاطئ ، وهو يردد قول الحق ويقول صدق الله العظيم ( تَبَارَكَ إِلَيَّ بِيَدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلٍّ شئ قَدِيرٌ ).

♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

انا فلاح .. الشاعر عبد المنعم مرعي

انا فلاح  انا فلاح ابن فلاح وابويا من الشقا  فاس الارض شق ايدة قسمها نصين رسم العلم فوق كفين ايدة وامي ست مصرية  وقت اللزوم عصرية وساعة الج...