السبت، 23 سبتمبر 2023

أفق هنا الذاكرة .. الشاعرة نجوى النوي

& أفق هنا الذاكرة


  &

أمتطي صهوة
أسرجتها أحزاني
فيذكّرني العلو 
بما علق بالذاكرة
نخلي الولود...صابة القمح
جمالي المحمّلةِ بالصبر
عيوني المسافرة
 وأنحني لم أعتد
ناطحات السحاب تلك
ولا العراءَ أمامي
ولا الأكل المعلّب 
المغموس جدا...بعرق اخوتي
ولا الأرض التي أخاف 
الوقوف عليها
ولا الشراب المر ..
الممزوج بدمنا
وبعيدة أيضا 
عن النفوس الماكرة 
ويذكّرني العلو 
بماضينا أيامَ كنا أطفالا
كيف تعلّمنا على الجد
رفع رؤوسنا
والسير مضيّا على مدامعنا
على أحزاننا المتناثرة
ويذكرني العلو
أنّنا أمواج بلا بحار
وأنّنا جبال بلا انحناءات 
وأنّنت دماء تُغرق الأرض 
حتى الرّواء ...وأنّنا أسمى 
من علياءهم الكاذبة
أنّنا أغلى من أحقادهم 
السافرة 
قل : للذي يدرك 
أنّا لسنا العُراة
وأنّا جبالا من الصّبر
قدّت لأجل الثبات
وأنّا على الشوك نمشي 
على الجُرح ننمو...نمرّ حفاة 
ومهما تطول سنون التدنّي 
نجوب البلاد...نلوذ غُزاة
 نرُد الدّيار 
نبُثّ العروق ...تدبّ الحياة
لنا يشهد الزمن...منذ القدم
أنّا نسير بدرب النجاة
وأن الدروب مهما تلوّت
حتما ...لنا الآخرة
ومهما اهتززنا اضطرابات
لنا...عتابا هنا
سرابا...يظل للعلم 
يوما ...يُعرّي الطُّغاة
قل: للذي يدرك
أنه يخاف الصعود الينا
ويزحف رُعبا...اذا ما مشينا
اذا ما نظرنا....نصبّ الظنون
من ماقينا
فتنساب منهم شكوك التعالي...اذا ما نوينا
ليدركوا...أنهم عابرة
قل: للذي يدرك
أنّا السيوف بالقلب 
لم تصدأ
وصوت الحوافر
فينا لم يهدأ
صهيل المعارك...اليوم يبدأ
يجرّ الرجال ...لدين قديم
سرى بالثنايا
في صوت مبدأ
فكيف سنبدأ...كيف سنبدأ
والجُرح لم يلتئم ضماده
 وحزنا تجزّأ
 قل للذين يدركون
ان حقدهم لم يترك 
أماكن شاغرة
نحن هنا...دماءً متناثرة 
نرُد...نرد...ما سُلب 
من هذه الذاكرة 
 ويذكّرني العلو 
بيوم اشتداد الحر
تقوى العزائم 
فتشتعل دماءنا 
وتنساب أكثر في الانفعال
أدرك الزمن...أنّا من الصابرين...وأنّا في الشدائد...عابرين 
وأنّا رغم تلوّن المكائن
قادرين...ونحن نسيرمعا
وجوهنا باشرة
لا نعرف لليأس طريق
وغير مُبالين..بذات الحريق
دماءنا فائرة
قل للواقف على مشارف مدامعنا...يتدلّى منك
عرق قليل...قليل
أمازال في سرب الخراب
بعض عويل
مازالت حبّات الرّمل 
تشهد مسرحةً للرّحيل
تتنقّل مُبلّلة...ها هنا
إلى جبهة المستحيل
 قل للرّاقد بالثرى
العين ساهرة من هناك
تشير للدّليل
مازال في جراب أركاننا
شبه مثيل
ومازال يرقبنا الجليل 
ومازالنا على عادة الجدّ
لا نرضخ...وان تاه السّبيل
قل للواقف على مشارف مدامعنا:لا تزال قلوبنا 
ساهرة
ويذكّرني العلو 
بالحفر...والحفر عميقا 
بالذّاكرة
نَسجت خيوط الامها 
يظلّ العرق فينا يرف
يا دمها المنثور 
سواقي...يرويها 
لا...لا تخف
وتكون شاهدة على ما يدور
 ها أنا ....أقفْ
ُأقفُ...لأسكبَ
بعضا من أحلامها
بعضا من امالها
لافرق بين طين البدء 
وكثبان الخزف 
قد ننحت ماضيّعته
أيادينا...أو أياديهم
وقد لا نقدر على تحقيق أمانينا...في حين تصدُق أمانيهم...ولاكنّا لا ...لا نقف
قف...نحن هنا 
نزكّي ما بقي من الوريد
من دماء لا تجف
وتمخرُني ...تحفر جُمجمتي
لانوم سارٍ بالجفون 
أفيقي!!..قد تنز القاطرة 
قد تُبلّل أرضي العطشى
وتروي شفاهي 
وحلقي الغائب منّي
منذ العاشرة
يا دمها المنثور من هنا
من أوّل حبّةٍ في البدء
إلى آخر نقطةٍ...بالآخرة 
أفق ...أفق
هنا الذّاكرة 

الشاعرة العربية 
نجوى النوي 
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

انا فلاح .. الشاعر عبد المنعم مرعي

انا فلاح  انا فلاح ابن فلاح وابويا من الشقا  فاس الارض شق ايدة قسمها نصين رسم العلم فوق كفين ايدة وامي ست مصرية  وقت اللزوم عصرية وساعة الج...