بقلم
ي
الشاعر محمدمحمود
مصر
-------------------------------
ناديت على أمي..
من ممرات الوقت
اسأل الدرب عنها
لا يجيبني بشيء
أرى قبور الضوضاء
على حدود المناكب
أرقب البكاء في عيون الصبية
شجرة الحزن تطل على ساحة
الروح..
وهي تمسك مفاتيح الباب
أرى الطير في الوادي
يحلق وحيدا بعيدا منفردا
بغيامة حزن
يحدق في سنبلة الرعد
يتذكر حين تمر أمي
تحمل الماء
والورد للمقابر
وترتب أحزان العابرين بالدعاء
بل توقفها في بسمة
لا صوت سيجئ بعد أمي
يتكاثر منه زهر القرنفل
في أرض الحديقة
ويفيض من رونقه اللؤلؤ
على ضفاف الشجر
ناديت علي أمي
وأنا أرتب دمعتي
على مواعيد ثابتة
كنت أرتب حجارة قلبي
حين يمر طيفها على غيمة القرية
حين تمر في ضحكة الشمس
للمقبرة
انتظم مع رمح قلبي
ليذهب بالحزن
ل ننطلق على غيمة الماء
ل نحبو على أصابع حنينها
سموت دونك وحيدا مبللا
يعصاني الوقت وتمر النخيل
لا جراد في مزارع القرية
إلا ويعلم حزني
كان النساء يعبرون على مسار
جوف حقل الموت
تتبعهم خطواتهم إلا أمي
لا سرد سيسع مواجعي
بعد الرحيل
ذهب الوقت وغابت اللغة
تعالت سفسطة النبر والوخز
في نصوص القمر
لا صوت سيجيء بعد أمي حقا
يابحر الرفع والخفق
كيف تقوى ظلالي في المسير
يابحر السموات لا تغلق
على صورة
أمي ليست فيها
يا درب الحزن أغلق أبواب
الإسراء
والمعارج..
كيف أفلسف موت الروح والجسد
والنار لا ترعي
في مصاطب الحديد
والموتي يطبخون النوم الآخير
يهرعون فرادى كما أول مرة
على ضمير التحول
منكسرين لا قمر يسلك
من أبوابة
لا مساء لهم يسترقون
من كحله
ما يغمض العينين
عن قراءة النص
لا عزف في صمت الإغفال
والتروي
عبروا المسالك كلها
منتظرين
فيزياء أمي الجديدة لتعود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.