قبل أن أبدأ في الخوض في غمار هذا الموضوع الشائك ، لابد لي أن أذكر هذه الحادثة الغريبة ، في مقتبل عمري عملت مدرساً ( وهي مهنة أُجِلَّها ) عملت بها لقرابة سنتين أو أكثر في قرى نائية ، وفي أحدى تلك القرى كنت أدرس الصف الرابع الابتدائي ، حيث عَلِمتُ بأن طالبة في هذا الصف قد عُقد عليها لإبن عمها ، أي هي في العاشرة من عمرها ، كان وقع ذلك على وجداني مؤلماً وموجعاً .
إن الأسرة هي الخلية الأساسية الأولى في المجتمع الذي لابد ان ترتكز على زواج قائم على أسس سليمة .
وإن زواج القاصرات هو شكل من أشكال الإستغلال وسبباً رئيساً من أسباب تدمير الأسرة .
واذا قلنا زواج يعني إقتران بين شيئين
واذا قلنا قاصر يعني عدم بلوغ الأمر منتهاه .
وهذا الزواج هو عيب إجتماعي ووصمة عار في الحياة الإجتماعية المتحضرة وأهم سبب لتفشي هذه الحالة هو الجهل وقلة الدراية وعدم إنتشار التعليم والثقافة الأسرية السليمة والاعتماد على مورث شعبي مريض فيه من العلل ما يفسد الخلية الأولى في المجتمع .
وإن انتشار المفاهيم الخاطئة في المجتمع تكون سبباً من هذه الاسباب فنجد الأم تُسوقُ لإبنتها بطريقة وكأن البنت عاراً قد لحق بالعائلة .
وقد يكون الفقر سبباً آخر والخوف من عنوسة الفتاة سبباً من الأسباب لزواج القاصرات .
لهذا تكون هناك نتائج كارثية لهذا الزواج أهمها مايحدث من مضاعفات صحية على القاصرة ، وقبل ذلك هو ترك العلم والتعليم وهذا ينعكس بطريقة سلبية على الأولاد .
ومن الأسباب الرئيسية للطلاق هو الزواج من القاصرة ذلك لعدم درايتها وخبرتها وفقدانها لحنان الوالدين وهذا يخلق شرخاً نفسياً عميقاً في شخصية ونفسية القاصرة .
لابد من معالجة ذلك بنشر العلم والثقافة وندوات بحث اجتماعي وتوعية للأسرة بهذا الشأن .
ولجان ثقافية وصحية تمر من خلالها كل عملية عقد زواج .
د . عمر أحمد العلوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.