الاثنين، 29 مايو 2023

الكاتبة سميحه علي الفقي

قصة قصيرة ..من واقع الحياة
تخلصت من احزاني
انا اليتيم 

رغم احساسي الذي يسيطر علي منذ الصغر بأني وحيد في هذه الحياة ..و شعوري بالخيبة رغم تفوقي العلمي والعملي 
وثراء أجدادي الذي أنعم به ..وهذا من نعمة الله علي ... 
فقد كتب علي اليتم منذ طفولتي وتولي تربيتي جدي ...
في قصره الكبير ...المليء بالتحف والخدم ...وعزلي عنهم وعدم مخالطتهم. .. وتولت رعايتي مربية أجنبية. .. ورعاني جدي في التعليم وكان معلمي ومدرسي
 حتي وصلت إلي أعلي الدرجات العلمية وعينت كاستاذ في الجامعة لمادة الجيولوجيا ... 
ورغم تفوقي العلمي فإنا انسان منعزل غير اجتماعي وحيد لا اصدقاء ولا صديقات ولا عاطفة من أي نوع ...انسان ألي يباشر حياته كما رسمت له ... توفي جدي ورثت عنه ثروته وخدمة. .وحياة خاوية من الحياة. ..
حتي لحظة توقفها أمامي وشدتني من يدي لتصافحني ونادتني باسمي كأننا اصدقاء من زمن وعزتني بوفاة جدي ...ومشيت بجانبي تحدثني عن نفسها انا زميله ادرس مادة الكيمياء ..اسمي دكتورة منال ...اعرفك منذ تعييني وابحث عن سيرتك الذاتية ...أعطيت نفسي هذا الحق ... بعد أن سمعت عنك وعن بعدك عن الناس ..فهل تسمح لي بالقرب منك ..ارتبك واحس شعورا لم يعرفه من قبل ..وتحرر من خاله وطلب منها الذهاب الي مكتبه ليكمل الحديث ...بدت السعادة علي وجهها هي الأخري. .. ورحبت بالدعوة وقبلتها. .ودعوة تلو دعوة ..وحديث تلاه حديث. .. احسست انني خرجت الي الحياة من جديد ... أما هي فقد بدأت تحس بي وتهتم ...و تدعني الي الإفطار في كافيتريا الجامعة ....و تجرأت ودعته الي منزل أسرتها المتوسطة الحال ..اب علي المعاش وكذلك الأم أما باقي أخواتها فكل في منزله الخاص ... ارتاح لوجوده بينهم وتمني أن يطول الحديث والزيارة .. .وان يبقي معهم ولا يعود إلى قصره الكئيب الذي يشعره باليتم والوحده وبرودة جدرانه صيفا شتاءا ...تذكر خادمه العجوز ..الذي ينتظره ليقدم له الغذاء والذي يري في عينيه بعض الحب والعطف عليه ..فاستأذن ...و انصرف علي وعد انه سيكرر الزيارة ويا لها من زيارة غيرت مفهوم حياتة والنمط الممل الذي يعيشه ..واليتم الذي سيطر علي حياته كلها ...
ولأول مرة عاد الي القصر مبتسما يلقي السلام علي الجميع ووجهه مبتسما راضيا غير متزمر .. وأخذ خادمه العجوز بالإحضان و مرحبا. .تجرأ الرجل سأله عن حاله ..فجلس معه وقص عليه ماحدث ... فرح الرجل الذي يكن له كل الحب ...وقال له علي بركة الله ..ادرس الموضوع وتوكل علي الله واذهب لخطبتها ... سمع هذا الكلام كأنه معضلة ..لم يفهم قصده ... أخبره الرجل أنه وقع في الحب وما عليه إلا إلارتباط بهذه الأسرة. ...
سأله د.محسن وكان هذا اسمه ..صحيح ما تقول ...هل توافق لتكون معي ... اجابه الرجل بكل حب .. استغفر الله انا مش قد المقام ...اجابهه محسن مقام ايه. .انا عايش معكم طول عمري . لا أعرف أحد غيركم وانتم عائلتي وعزوتي فأين هذا المقام 
تجرأ د.محسن وتحدث مع د. منال وطلب منها الزواج وأبلغها عن كل شيء وعن خادمه العجوز وكيف أنه سيصاحبه .عند طلبه يدها...وإتمام الزواج ..رحبت بدون اعتراض ....  
وفعلا تم الزواج وذهبت معه الي القصر الكبير .. ولم تستطع العيش في كل هذا الفراغ ....كما سمته هي .فهي تحب المجتمعات والناس ..و دفيء العيلة .. وطلبت منه الانتقال الي سكن آخر شقة. .في أي حي فيه ناس ودنيا وحياة قريبة من ذويها ...وكانت المفاجأة انه وافقها ...فقد احب مجتمعها والحياة الاجتماعية ... ولكن ماذا نفعل بهذا القصر ...إجابته سنجعله مشروعا .... خيريا فأنا لست بحاجة للمال ولا انت ولكننا في حاجة للحياة وحب الغير ...سيكون مأوي لليتامة فأجره عظيم عند الله .... ونباشرة معا ونحيا بحبه ولحبه. .. اعجبته الفكرة ونفذوها .. 
وكبرت اسرتهم وأصبحوا اولاد وبنات  
بقلم ...سميحه علي الفقي 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

انا فلاح .. الشاعر عبد المنعم مرعي

انا فلاح  انا فلاح ابن فلاح وابويا من الشقا  فاس الارض شق ايدة قسمها نصين رسم العلم فوق كفين ايدة وامي ست مصرية  وقت اللزوم عصرية وساعة الج...