الأحد، 25 يونيو 2023

الشاعر محمد موسى

آخر الكلام ...

"معنى الزواج والمودة والرحمة"

       قد يجهل بعض الشباب وبعض حديثي الزواج مقصود الله سبحانه وتعالى من قوله (وجعل بينكم مودة ورحمة) ، والسبب هو ما تقدمه الميديا من تفاصيل مغلوطة للعلاقة بين الرجل والمرأة وتتفنن على تقديم نساء ذوات مواصفات جسمانية قد لا تتوفر في كل النساء ، ومع التأكيد في العمل الفني لإبراز هذه المواصفات ، إلا أننا نلاحظ مقدار الإساءة من الرجل للمرأة لفظاً وحتى ضرباً ، والمذهل أن البعض تنعكس داخل ذاكرته وتخزن تلك الصور ، مما يجعله يكررها وهو قد لا يدري ، أنه يفعل هذه الأفعال المشينة مع من جعلها الله بالميثاق الغليظة تحت ولايته ، وقد قدمت الميديا الجمال بشكله الواضح على أنه وسيلة للمتعة وتحقيق الإشباع الغريزي ، ولم تتعرض الميديا للحياة بين الذكر والأنثى بعد سنوات من معاناة زوجة لتربية أبناء ، ورجل يسعى في الدنيا لتوفير حياة كريمة لبيت هو المسئول عنه ، وهذه الحياة عادة تكون خارج نطاق المتعة الحسية التي بين الرجل والمرأة ، فالإهتمام كل الإهتمام فقط بمرحلة عمرية ترسخ عند الرجل معاني معينة وعند المرأة مفاهيم معينة ، طبعاً ذلك إلا من رحم ربي ، وتمر سنوات الزواج وقد يرزق الرجل مالاً كثيراً أو لا يرزق إلا أنه ينظر لحاله فيجد شبابه يكاد يمضي بعد أدائه لوظيفته ، وتروج الميديا أنه إذا تزوج من صغيرات فإنهن سوف يعيدون له شباباً كان ، ويسعى ويفعل فإذا الذي كان سرعان ما يتركه ، فيعيد الكره والمقصود من هذا الكلام تأثير مغلوط للميديا كما هو تأثير الخمر والمخدرات ، فهما يوفران وهماً يظل يكبر ويتجسد ثم بعد زوال التأثير لا يجد شيئاً كعمل السراب للعطشان ، والذي لا يدركه الكثير من الرجال أن المرأة يسير بجوارها الزمان وتظل إمرأة ، أما الرجل فسير فيه الزمان ويأخذ من رجولته ولا يبقي إلا الأثر ، ولأن البعض يبحث عن الشماعة التي يريد تعليق إخفاقاته عليها لذلك يظن أن ما وصل إليه هو بسبب تلك الزوجة التي زهدت الحياة بمرور الزمان ، وإذا كرر فكرته مع أخرى يصل لذات النتيجة سريعاً ، وأنا لي صديقاً وقع ضحية لهذا الوهم مع صغيرة عنه في السن ، وأنا أدعي بأني ناجح مع الأخرين لأني أجيد الإستماع بلا مقاطعة ولا أقوم بدور القاضي كما يفعل البعض في النقد والتوجيه ، بل قد يصل بي الأمر إلى القول لمن أستمع له بأنني لو كنت في موقفك لا أدري أكنت فعلت فعلك أم لا ، وأنا تعلمت هذا الصبر من إستماعي لمشاكل على صفحتي بلا مقطاعة أو لوم لمن يشتكي ، والمذهل أن هذه الحالات في كل بلادنا العربية بإختلافات خاصة بتقاليد المجتمعات ، من حيث تسليم المرأة بالأمر الواقع أو مقاومة المرأة حتى حدوث الإنفصال ، وتمتلىء محاكم الأسرة في بلادنا بهذه المشاكل ، وتختلف التبريرات بين معادة المجتمع وقوانيه للمرأة وبين عدم العدالة بين الزوجين ، قضايا تحتاج لمواجهة النفس بصدق ، وليس كما تفعل في بعضنا بعض المكيفات المخدرة ، فالحياة قصة تتكرر أمامنا كل يوم ، ولكن للأسف لا نأخذ منها أي عبرة ، فالإنسان إنما سمي إنسان من كثرة النسيان .

♠♠♠ ا.د/ محمد موسى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

انا فلاح .. الشاعر عبد المنعم مرعي

انا فلاح  انا فلاح ابن فلاح وابويا من الشقا  فاس الارض شق ايدة قسمها نصين رسم العلم فوق كفين ايدة وامي ست مصرية  وقت اللزوم عصرية وساعة الج...