"معنى الزواج والمودة والرحمة"
قد يجهل بعض الشباب وبعض حديثي الزواج مقصود الله سبحانه وتعالى من قوله (وجعل بينكم مودة ورحمة) ، والسبب هو ما تقدمه الميديا من تفاصيل مغلوطة للعلاقة بين الرجل والمرأة وتتفنن على تقديم نساء ذوات مواصفات جسمانية قد لا تتوفر في كل النساء ، ومع التأكيد في العمل الفني لإبراز هذه المواصفات ، إلا أننا نلاحظ مقدار الإساءة من الرجل للمرأة لفظاً وحتى ضرباً ، والمذهل أن البعض تنعكس داخل ذاكرته وتخزن تلك الصور ، مما يجعله يكررها وهو قد لا يدري ، أنه يفعل هذه الأفعال المشينة مع من جعلها الله بالميثاق الغليظة تحت ولايته ، وقد قدمت الميديا الجمال بشكله الواضح على أنه وسيلة للمتعة وتحقيق الإشباع الغريزي ، ولم تتعرض الميديا للحياة بين الذكر والأنثى بعد سنوات من معاناة زوجة لتربية أبناء ، ورجل يسعى في الدنيا لتوفير حياة كريمة لبيت هو المسئول عنه ، وهذه الحياة عادة تكون خارج نطاق المتعة الحسية التي بين الرجل والمرأة ، فالإهتمام كل الإهتمام فقط بمرحلة عمرية ترسخ عند الرجل معاني معينة وعند المرأة مفاهيم معينة ، طبعاً ذلك إلا من رحم ربي ، وتمر سنوات الزواج وقد يرزق الرجل مالاً كثيراً أو لا يرزق إلا أنه ينظر لحاله فيجد شبابه يكاد يمضي بعد أدائه لوظيفته ، وتروج الميديا أنه إذا تزوج من صغيرات فإنهن سوف يعيدون له شباباً كان ، ويسعى ويفعل فإذا الذي كان سرعان ما يتركه ، فيعيد الكره والمقصود من هذا الكلام تأثير مغلوط للميديا كما هو تأثير الخمر والمخدرات ، فهما يوفران وهماً يظل يكبر ويتجسد ثم بعد زوال التأثير لا يجد شيئاً كعمل السراب للعطشان ، والذي لا يدركه الكثير من الرجال أن المرأة يسير بجوارها الزمان وتظل إمرأة ، أما الرجل فسير فيه الزمان ويأخذ من رجولته ولا يبقي إلا الأثر ، ولأن البعض يبحث عن الشماعة التي يريد تعليق إخفاقاته عليها لذلك يظن أن ما وصل إليه هو بسبب تلك الزوجة التي زهدت الحياة بمرور الزمان ، وإذا كرر فكرته مع أخرى يصل لذات النتيجة سريعاً ، وأنا لي صديقاً وقع ضحية لهذا الوهم مع صغيرة عنه في السن ، وأنا أدعي بأني ناجح مع الأخرين لأني أجيد الإستماع بلا مقاطعة ولا أقوم بدور القاضي كما يفعل البعض في النقد والتوجيه ، بل قد يصل بي الأمر إلى القول لمن أستمع له بأنني لو كنت في موقفك لا أدري أكنت فعلت فعلك أم لا ، وأنا تعلمت هذا الصبر من إستماعي لمشاكل على صفحتي بلا مقطاعة أو لوم لمن يشتكي ، والمذهل أن هذه الحالات في كل بلادنا العربية بإختلافات خاصة بتقاليد المجتمعات ، من حيث تسليم المرأة بالأمر الواقع أو مقاومة المرأة حتى حدوث الإنفصال ، وتمتلىء محاكم الأسرة في بلادنا بهذه المشاكل ، وتختلف التبريرات بين معادة المجتمع وقوانيه للمرأة وبين عدم العدالة بين الزوجين ، قضايا تحتاج لمواجهة النفس بصدق ، وليس كما تفعل في بعضنا بعض المكيفات المخدرة ، فالحياة قصة تتكرر أمامنا كل يوم ، ولكن للأسف لا نأخذ منها أي عبرة ، فالإنسان إنما سمي إنسان من كثرة النسيان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.