كما الرحى تدور الأيام
و تتوارى الأحلام خلف الضباب
وهذا القدر يلعب لعبته بمهارة
يجرّنا للخلف جرّا
فلا أصوات تُسمع سوى الصدى
خرير دموع قلوب متعبة
و صرير عقارب ساعات
تقرع جدران وتين وطن ينزف
الكل يرنوا لبصيص فرح
وسط هذه الغربة المترامية الأطراف
و التيه في غياهب المجهول
و زحمة أيام متداعية للإنهيار
في واد متشعّب الأسلاك
تخيم عليها الغيوم من كل صوب
كزجاجة فارغة باتت الأرواح
تتقوقع داخل شرنقة القدر
تقظم أصابع الضياع
تنتظر الخلاص على يد مارد
أو ربما بأمر ما؟
يحل بوطن يرنو لقطرة ضياء
و إلى غيمة تمطر فرجا من السماء
على شعب أتعبه قحط سنين عجاف
و أمل مخضوررة أغصانه
يسعد أرواحا تشبثت بتلابيب وطن
يرنو لشمس تشرق من رحم الظلام
علّ ذات ربيع يذوب الثلج
تزين قطرات الندى خدود الورد
تغرد الأطيار تفتق أكمامها الأزهار
ترفرف الأعلام وتتجدد الأحلام...
د. عائشة نعمان
🇹🇳
سفيرة السلام العالمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.