السبت، 24 يونيو 2023

الشاعر على غالب الترهوني

ذاكرة ناقصة 15…
_______

حين تنام وتطفئ إنارة الغرفة الضيقه التى لاتتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار …يداهم مخيلتك طوارق الليل .تتحسس علبة الثقاب .أين الثقاب .لا شئ ينقظك من الغياب ..تستحيل الأشياء من حولك إلى مشاهد حقيقيه.. تتحرك خزانة الملابس لتصبح مثل باب المغارة تلك التى دخلتها ذات يوم ..وانا اتعقب حمامة بيضاء كانت بين يدي وقد انسحبت فجأة .صارت تسبح في الفضاء ركظت ورائها ..إجتازت شراك البستاك ثم مزارع الكرم التى تغطي خاصرة الخضراء ..غاية في البهاء طارت. كمان وكمان .زاد علوها صرت أراها مثل مشعل الثقاب توارت. ثم توارت أتعبني الترحال ..هي في السماء وأنا على الارض إجتازت النهر وما بعده ..كانت مزارع الزيتون تكحل عيون الصبايا. آه من وجع الصبايا .انخفض علوها بدأ ينحسر ينسحب إلى الأرض ..دخلت باب المغارة لحقت بها حاولت أن أدخل ورائها .لكنني إستيقظت على ثعبان كاد يعظني. تحسست ألثقاب لم أجد ما ينير دربي .الكنبةالوحيد التى أجلس عليها وأنا مثقلا بأعباء اليوم تحركت أيضا بدأت ..ترتفع .ترتفع .استحالة إلى باخرة عظيمه .كنت قد رأيت مثلها لمرة واحده فقط .كان ذلك حين دخلت المدينه رفقة والدي كنت صغير وأملي كبير .سحبني من يدي . أنظر إليها كبيرة أليس كذلك ؟ إنها الباخرة التى تحمل لنا الغذاء من وراء البحر ..هل نحن أحرار .ثم أجاب ردا على سؤاله لا أظن . 
من جديد عدت إلى النوم وقد داهمتني الهموم .أنا غريب ووطني غريب وأهلي غرباء ..جئت على ظهر الألم من الخضراء تذكرتها وتذكرت حسنها.. كل الكآبة تركت ورائها هل هي تعقد صداقاتها مع البحر .كم أكره هذا البحر جردني من وقاري سلمت له عريي و لم يحسب حساب أيامي التى ستأتي .ها أنا غريب في غرفة غريبة ولم يبق منها ومن سيرتها الا حروف إسمها أو كابوس يشهد الآن على خصوبة خيالي ..كما تصورتها مثل حمامة بيضاء دخلت مغارة الدنيا ولن تخرج منها ..وقلبي ضاع في دنيا الغرام بين مد وجزر مثل بحر يحمل كل شئ ولا يشتك. على ذكراها السلام .
__________
على غالب الترهوني 
بقلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

انا فلاح .. الشاعر عبد المنعم مرعي

انا فلاح  انا فلاح ابن فلاح وابويا من الشقا  فاس الارض شق ايدة قسمها نصين رسم العلم فوق كفين ايدة وامي ست مصرية  وقت اللزوم عصرية وساعة الج...