بين العزيمة والفطنة
العزيمة كلمة متداولة بكثرة في تطوير الذات حيث تظهر وكأنها عنصر لا محدود .. لكن هذا ليس دقيقا .. فالعزيمة الانسانية محدودة وهذا ليس انتقاصا من قوة العزيمة ..
بل هو دعوة لتوجيهها بالاتجاه الأسمى لتسخر نعمة العزيمة لفعاليتها الكبرى .....
وقبل ارتقاء العزيمة الى أعلى درجات الفاعلية تمر عادة بمراحل من النضج ففي البداية تستعمل العزيمة كوسيلة للتشجيع وشحذ الارادة وحسب حيث الانتقال من كلمة
( لا أستطيع ) الى ( أستطيع ) فمهما كررت هذه العبارة ستفتر هذه الحماسة بعد أيام قليلة لتتسلل خلسة بعدها الى ذهنك فكرة ( لا أستطيع ) ...
ولا نقصد هنا بتاتا أن ننتقص من أهمية تشجيع الذات ... فيجب أن نعي أن هذا هو الاستعمال السطحي للعزيمة لأنه لا يتعدى بعد الازدواجية بين ( أستطيع ) و ( ولا أستطيع ) .
وهنا لنفتح الستارة على مفهوم جديد للعزيمة ... فالعزيمة التي ندعو لها هي ليست المصارعة الدائمة مع مارد الحياة بل هي ( الفطنة ) ..... الفطنة التي نعنيها هي التيقظ لأفكارك .....فالأفكار مجرد أفكار ولا داعي لمحاربتها ففي النهاية أنت لا تريد محاربة فكرة أنا لا أستطيع بل تريد عدم تصديقها فقط باستخدام الفطنة ... فالطفل لا يحتاج أن ينظر الى المرآة ويصرخ لنفسه ( أنا أستطيع ) كي يتعلم ويتطور وذلك لأنه على اتصال ضمني بالفضاء الذي يتدفق منه التقدم والامكانات ... فالفطنة هي خصلة المحترف ...
المدرب الدولي : بشار أبو حمدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.