يسر إدارة جامعة ملوك الحرف ومجلتها الإلكترونية والجريدة الورقية .. طباعة ونشر نقد أدبي بعنوان ( التبحر في أعماق النص ) وذلك من قبل الأديب الناقد د. برجس ركاب عن قصيدة الأديبة د. ناهد الأسطة .. بعنوان عين القلب .. وعليه نترك القراء بجلاء العيون وإنعاش الروح بهذا الهمس الراقي والنقد الهادف والتحفيزي لما قد نورده ها هنا على أمل اللقاء بقصيدة جديدة ونقد جديد مع تمنياتنا لكم مزيداً من التألق الدائم والإبداع ..
الناقد د. برجس ركاب
عين القلب
تدثر الحلم بغطاء صوفي على الأريكة الوثيرة
حيث كان يضجع بين وسائد الأماني ،ومن تحت عين المنزل الخشبي القابع على كتف الوادي امتدت غابة صنوبرية خضراء يفوح عبق الربيع من بين أغصانها .
همس ارتفع صوته في الأرجاء فكان جواب لتساؤل طال طرحه عبر السنوات ،حروف كأنها نغمات ناعمة :
لقد تربعت عل قمة الهوى
وبقيت الأول والأوحد
الكل يمر مرور السراب
وأنت المزن للنفس والندى
تجسدت صفاتك في مقلتاي مثالا
فكنت وحدك المبتغى والهدف المرتجى
فصول السنة كلها تحكي حكاية تكامل
وأنت فقط وحدك التكامل لروحنا
ينبثق الضوء باشراق الشمس باكرا
وتشرق مهجتنا بعبور طيفك لخاطرنا
ان كان الربيع شريان الحياة لأرضنا
فوجودك أينع ربيع عمرنا وأزهر
دمت للوجدان ندى متلألأ
وبسمة دافئة على ثغر أيامنا
ووقعت على نهاية الأحرف دموع شمع كان يتراقص لهبه على سمفونية تعزفها رفاة أخشاب المدفأة العتيقة
و بقيت الآمال تتجسد فوق عبير جميل ينبعث
من فنجانين قهوة بردا بانتظار قدومك
لتصحو عين القلب على يقين بأن حقيقتنا كانت يوما حلم جميل أملنا أن يتحقق .
ناهد الاسطة
*****************
التبحر بعمق نص الأديبة ناهد الأسطة …
بقلم الدكتور الناقد : برجس ركاب
بين يدينا نص جميل يستحق التعمق بدراسته…
عالجت به الأديبة بين ما هو وهم وخيال وبين الحقيقة المرة والمؤلمة.
وقبل تناول افكار النص لابد من الوقوف مع العنوان الجميل والذي يعتبر مدخلا لكل عمل أدبيا….فجاء هنا
عنوانا مختصرا يختزل المضمون من المعاناة والسهد والأرق الذي يعانيه القلب المتعب …
واعتبرت أن لهذا القلب عين تستخلص الأشياء وتخلص إلى نتائج مؤلمة …
من حيث الألفاظ والمعنى:
الألفاظ جميلة وجزلة وخدمت ما ذهبت إليه الأديبة بكل اناقة وحرفية حيث استخدمت التشابيه والمداخلات الحسية والصور البلاغية لبلوغ غايتها بتوصيل فكرتها
ويستعرض هذه الأمور
كل في مكانه المناسب .
البلاغة:
لقد بدأت بالعنوان ومن ثم النص بتشابيه وصور تشد القاريء وتجعله بشوق لمعرفة المزيد من هذه الصور…
فمثلا جعلت من الحلم كأنه انسان وله احاسيس وشعور ويتألم ويبرد ويتغطى بالصوف ليتقي البرد بعد أن يتكيء على مساند ووسائد وثيرة
وما هذه المساند والأرائك سوى الأماني التي تحلق في فضاء الفراغ ويشبهها بالإنسان المرتاح والتمكين ويتكلم بطلاقة ويقفز بعالم الخيال حيث يتصور الغابة الصنوبرية وارتفاع اشجارها والوديان ومجراها الطويل وكلها أشياء حسية وتحسب على التصور والخيال .
ويخاطب الحبيب بانه دائما في القمة وأنه الأوحد ..واعتبر الباقين هم سراب ولا نفع بمرورهم بينما الحبيب هو الغيث وهو الرحمة والراحة للنفس والقلب المتعطش للحب والحنان ….
وبأن صفات الحبيب هي المثال وهي الخالية من أي شائبة وتستوجب كل تقدير..
وشبه الحبيب فصول السنة التي يكمل كل منها الآخر لتكمل بها دورة الحياة وأن الحبيب هو الوحيد الذي يكمل مثل هذه الفصول إذ لا حياة بدونه (فهو شتاء العمر الموصوف بالغيث والرحمة )
وهو ربيع العمر وجماله واطياره وكل نظرته وخضرته والصيف الذي ينضج الثمار والخريف الذي هو بداية ونهاية لموسم خير قادم
وشبه إطلالة الحبيب بشروق الشمس التي تجلي العتمة وتزيل الغمة ويعمل مقارنة جميلة فالربيع هو شريان لحياة الأرض ووجود الحبيب هو ربيع العمر يعطي الجمال والسرور والراحة للنفس خاصة بعد قسوة الأيام
(ثغر أيامنا )يشبه الأيام بالإنسان له ثغر ويبتسم ويفرح.
( دموع الشمع ) هنا
كناية عن الإحتراق والوجه والألم لأن المعروف أن الشمع ينصر بأقل درجة حرارة .
وتخلص الكاتبة أن آمالنا هي احلام جميلة
ونأمل تحقيقها ولكن ما أن نصحوا نعلم اننا كنا بحلم جميل ليته يتحقق وتتأكد اننا نعيش الحلم بعد أن تظهر الحقيقة وتتجلى
أسلوب الكاتبة : هو اقرب الى الكلاسيكية ولو أن هناك بعض الملامح بإتباع الرمزية في كثير من المواقع وكان اسلوبها رائع وجميل كونها تتكيء على خلفية ثقافية ساعدتها بالوصول إلى ما ارادته من هذا النص .
عاطفة الأديبة: ذاتية صادقة تحدثت عن حلمها والمها وآمالها….
والخلاصة نقول :نص جميل ورائع ويستحق القراءة وتبيان مواطن الجمال ..وما أكثرها!!!!
النص خال من الأخطاء الإملائية……
وختاما تحياتي إلى الأديبة المتألقة الأستاذة ناهد الاسطة
مع تمنياتي لها بالتوفيق الدائم والنجاح المستمر تحياتي إلى عميد صروحنا الأدبية الدكتور .. طلال حداد
وإلى جميع أعزاؤنا القراء.. .
الناقد الادبي الدكتور : برجس ركاب
الإدارة .. 13/6/2023
رئيس الجامعة ومجلس إدارة المجلة أ. طلال حداد
علم وخبر الجمهورية اللبنانية المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع
الموقع الرسمي www.molok.org
رابط النشر
https://m.facebook.com/groups/aponeka/permalink/6294446867340877/?mibextid=Nif5oz
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.