يا سيِّدي الشعرَ ، مازلنَا محبِّـينا
وأنتَ مِنْ أوَّلِ التاريخِ حادِينا
مِلءُ القلوبِ حنينٌ لو نترجمُـهُ
لأصبحتْ دمعةً حرَّى قَـوافِـينا
إنَّا العباقِـرُ لو خلَّـدتَ صَبوتَنَا
فظنَّـها الناسُ صَفصافًا ونَسرِينا
يا سيِّدي الشِعرَ ، هذا عشقُنا ظمأٌ
وما وجدْنا سوَى مغناكَ يسقِينا
لا غُنوةٌ مِن طيورِ البحرِ تُطربُـنا
أو بسملاتٌ منَ البشرَى تُوَاسِينا
مَادمتَ عنَّا بعيدًا ، والحُروفُ أسًى
تكادُ فِي حُزنِها المقروءِ تُردِينا
سواكَ لم نرَ .. يا قدِّيسَ قصَّتِـنا
منذُ الجميلاتُ غازلْـنَ الريَاحِينا
ما الحبُّ لولاكَ .. أنتَ الحبُّ أكملُهُ
إلَى السماءِ ؛ سماءِ اللهِ يُـدنِـينا
أمَّا أنَا فأنَا الصوفيُّ ، يسبقُنِـي
حُلـمُ الكِبارِ ، وأشواقُ المُرِيـدِينا
هىَ القلوبُ التِي مَـغناكَ قِبلتُـها
إنْ شئتَ أنتَ جعلْـنَاها قَـرابِينا
هىَ القلوبُ إلَى الجنَّاتِ عائدةٌ
تهابُ أنْ يلمَسَ الخوفُ الحَيِّينَا
جِئْنا رحابَكَ مُشتاقِينَ ، جمَّلَـنَا
أنَّا وقفْـنا بِها غُـرَّا ميَامِـينَا ..
الحقُّ يا أيُّها السّلطانُ علَّمَـنا
أنَّ القصيدةَ أوْرادُ الوفِـيِّينَـا
كِلْتا يديْكَ ربيعٌ ، فَابْقَ سِدرتَنَا
واتْركْ عِمامَتكَ الخضراءَ تكفِينا
يكَادُ صوتُ القوافِي أنْ يُبلِّـغَنَـا
ما ليسَ تبلُغُـهُ شتَّى أمَانِـينَا
عِدنَا بأنْ يُدرِكَ العُشَّـاقُ غايَتَـهُم
حتَّى يظلُّـوا بِأمـرِ اللهِ راضِينَا
مَا كانَ أوجَعَهُم لولاكَ ، يَا مَلَـكًا
فِي الأرضِ ، يرجُمُ بالنُّورِ الشيَاطينا
بقلم الشاعر السيد العبد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.