خواطر نثرية
...- ١-...
قلت لكم يا أحبائي... يا أصحابي
ومن بقي منكم فأنتم أهلي
من قبل صياح الديك وقت طلوع الفجر
وقبل أن ترحل الطيور عن أعشاشها
بحثا عن زهور الربيع
من قبل أن يحل البرد في فصل الشتاء
من قبل حر الصيف تغلي الحجار
من قبل أن تترك الأغصان أوراقها
في خريف العمر تصبح الأشجار عارية
الإ من قشور الساق
يغطي ما بين السرة والركبة
من قبل بزوغ الشمس وجه النهار
وقبل أن تتجمع الغمام السوداء فينزل المطر من السماء
وتفجر الأرض أنهار وينابيع يسيل منه الماء
من قبل أن يطغى ماء البحر
وقبل أن تعربد أمواجه
وأن يغيب الشمس عن وجه الأرض
... ٢...
عام مضى
وقبله سبعة أعوام مضت
حل الفقر ورحل المال
الداء... والدواء
لكنكم لم تفقهوا
ولم تسمعوا أو تبصرون
بل دفنتم رؤوسكم مثل طيور النعام
وسط كثبان الرمال
فكيف لكم أن تسمعوا
قرع أجراس قباب الكنائس
وصوت الأذان من المآذن الشاهقة
...- ٣-...
تركتم سفينة سيدنا نوح
كانت رأسية على جبل الجود
وهي اليوم تقاوم الزمن
تقطع وجه الليل والنهار
وأنتم تجمعون الأعواد الخشبية
قدوركم شبه فارغة من الحب والطحين
من القمح والشعير
والفقر يمتطي جواده
يسابق الليل والنهار
يرتاد الأزقة الضيقة
ويجول الحارات المقهورة
يمتطي فرس الجوع
مخرج سيف الأحزان
يذبح الأطفال وتذبل زهرة الشباب
وينهي خريف الكهولة الطاعنة في السن من زمن المحراب
...- ٤-...
ونحن نقول اينك يا ابن أبي طالب؟
أين سيفك القاطع البتار
سيفك ذو الفقار
لماذا لم تقتله وهو في المهد صبيا؟
واليوم صار رجل قوي العود
رحل علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه-
ونحن نتساءل
هل كان الفقر رجل أم طيف؟
هل يجري مجرى الدم في العروق
ينزع للحروف نضارتها
وتهتك للكلمات من الأعماق يا صنعاء طهارتها
من يشتري حزني
فقراء على قارعة الطريق السريع
قارعة طريق الموت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.