اهتمام .. الكاتبة مي ربيعة حسن

إنه حب اهتمام


  الآخرين، ال أنا، و الكثير من النفاق الاجتماعي.

هذه خلاصة العديد من المجرمين الذين يتمتعون بجميع حقوق الإنسان السوي، و للأسف أحيانا يُصبحون هم القدوة في المجتمع، لأنهم يتسولون بقهرهم من ماضيهم، و يوهمون محيطهم أنهم سيتغلبون على عراقيل الحياة بأخذ العبرة من ماضيهم المظلم، و ذاك شيء جميل لو كان صحيحا، غير أنهم و بحالتهم المَريضة، يستغلون تعاطف المجتمع ليبدؤون بأذيّة الذين احتووهم في الوقت الذي تخلى عنهم بعض أقرب الناس لهم، يأذونهم بعد أن جعلوهم يثقون بهم كامل الثقة.

هؤلاء المجرمين قد يُرجعون مزيج شخصياتهم غير المتوازنة لماضيهم المضطرب، لكن، ما يغفلون عنه، هو أن كل شخص له ماض عاشه أو ماض يُلصق به بحكم الإراثة، و مع ذلك كثير من الناس جعلوا من ماضيهم درعا، سلما للرقي و التغلب على ذبذبات أغلب الأحداث السلبية.

من يصاب بحب اهتمام كل من يعرف، الأنا، و النفاق، ستتفاقم حالته إلى حد ارتكاب جرائم يراها، من فرط غروره، أنها تصرفات عادية، سيكون سبابا في مشكلات لعلاقات أسرية أو غيرها...، سيصاب أشخاص بأمراض أو يتفاقم المرض الذي كانوا مصابين به أصلا، سيتأزم الكثير من الأشخاص فقط لأنهم أحبوا بصدق إنسانا مصابا بحب ما ذكرناه، و كل ذلك و هذا الأخير يضرب بعرض الحائط تلك الكمية من الود، و المصيبة هنا، أنه يكون متأكدا أنه ينتقم لنفسه من الظروف التي مرت به.

حب اهتمام الآخر مضافا إلى الأنا و الكثير من النفاق، مزيج ينتج عنه مجرم يُتقن التملق لمن حوله، حتى أنه أحيانا يُنعت بالخدوم، و هو فعلا خدوم، لكن، لايخدم إلا مصلحته و إن كان على حساب أقرب الناس إليه، و ينجح في التخلي عن ضحيته و هي لم تستوعب بعد أنه قد كان سببا كبيرا في تشويه سمعتها و سلبها أغلب ما كانت تملك من حيوية، و ينجح أيضا في إبعادها عن مجتمعها، ثم يتمتع بالنظر إليها تعاني مما كان قد عاناه في فترة معينة من حياته، مع أن ضحيته لم تتسبب له في ذلك العناء، و لم تتركه ليواجه مصاعب الحياة وحده، ستندهش الضحية من كبير الأذى الذي لحق بها و ستبحث عن الأسباب التي دفعته لذلك ولن تجد سببا، فما لا تعرفه الضحية هو أنها الشاهد على مراحل من حياة ذالك المجرم لا يريد أن يكون أحد على علم بها.

من يصاب بكل ما ذكرناه في بداية هذه الأسطر، سيتقن دائما الطعن في الظهر، و سيبقى مصدر الخطر على محيطه.

عافانا الله و إياكم مما ابتلاهم الله به.

#مي_ربيعة_حسن