*الآن..ظرف للوقت الحاضر..
*وآ لآن..كلمة دالة علي التعجب التام.. والاستنكار الشديد..لتغير الحال من الجمود..والصدود..إلي الموافقة..إذ انه ليس هناك نجاة..وسلامة..إلا فيها..كما يظن..من تغير قراره..!!!
*وتقال لمن فوت علي نفسه فرصا لا حصر لها..كلها فيها الخير لنفسه..لكنه عنادا..وكبرا..وتعاليا..وغرورا بعلمه وعقله..لم ياخذ بأيا منها..!!
ولكنه حينما ييقن أنه في طريق النهاية الذي كان يسير ضده..يعترف بخطأه..ويعترف بصحة ما كان ينكره ويرفضه..ويأباه تماما..ولكن هيهات.. هيهات..فوقت القبول..والندم قد فات
ولا يفيد حينئذ الاعتراف بالاقتراف.. ولا التوبة والندم..علي كل ما قدم..!!!
*وخير مثال علي..هذا الحال..ما جاء في القرآن..تصويرا دقيقا لفرعون قبل الغرق..ووقت الغرق..وشتان الفارق..!!!
*ففرعون قبل الغرق..كان في قمة العتو..والجبروت..والظلم..والفساد.. بل والتمادي بادعاء أنه ربهم الأعلي..!!!
ولقد ارسل الله إليه الآيات الواحدة تلو الأخري..عله يرعوي..ويثوب الي رشده.. وان آية واحدة.. كافية لرد من جمح فكره وعقله الي الصواب.. لكنه أبي واستكبر..حتي الاية الأخيرة التي رآها بأم عينه..وهي انفلاق البحر كالطود العظيم..والتي ترد لمن لاعقل له..عقله..لم تنجح مع فرعون المتكبر
الذي طمس تعاليه وتجبره علي عقله وعينه..وقاداه الي حتفه بقدميه..
واتبع موسي وقومه في الطريق اليابس الذي سخره الله في البحر لنبيه موسي وقومه..وبعد خروج آخر رجل من بني إسرائيل من البحر.. امر الله البحر ان يعود لحالته الطبيعية.. فعاد واغرق كل ال فرعون وقومه..!!
*وحينما أيقن فرعون أنه هالك لا محالة..عاد الي رشده وعقله..متحايلا
وناطقا بلسانه أنه آمن بالذي امنت به بني إسرائيل..!!!(إيمان بكبر..لقناعته انه اله..فكيف يؤمن برب العالمين..؟!!)
*ولكنه..بحيلته هذه..وفي وقت رؤية الهلاك بعينه..ما كان أبدا..ستقبل توبته
ولذا قال تعةلي معقبا علي ما كان من فرعون. (آ لآن وقد عصيت من قبل وكنت من المفسدين"٩١" فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون "٩٢" يونس..
*وهذا ما كان من أقوام كل أنبياء ورسل الله..الذين كانوا يستعجلون العذاب..في قحة واضحة..وتكذيب للانبياء..وحينما يأتيهم ما استعجلوه
يؤمنوا بما انكروا..واصروا علي الكفر
(قل أرأيتم ان أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون"٥٠"
أثم إذا ما وقع آمنتم به آ لآن وقد كنتم به تستعجلون "٥١" يونس..
*فكل أقوام الأنبياء.. أصروا علي الكفر..وتمادوا فيه واستعجلوا العذاب
وهذا في حد ذاته تكذيب للانبياء..
ولكن حينما.. يحم الخطب..ويروا العذاب..ويعلموا جيدا أنهم من ظلموا أنفسهم..يعودوا الي رشدهم ويؤمنوا في الوقت الخطأ..الذي لن يفيدهم فيه هذا الإيمان..فهيهات..هيهات..لهم
(ولوان لكل نفس ظلمت مافي الأرض
لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون " ٥٤" يونس.
*ووقت الندم..والتوبة..والإيمان..هذا
لاقيمة فيه لايا منها..لان هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم.. .لا قيمة حينئذ ..لندم ولا لتوبة..ولا لإيمان..لان الله كتب عليهم الكفر..لعنادهم واصرارهم علي الكفر(ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون"٩٦"ولو جاءتهم كل آية حتي يروا العذاب الأليم "٩٧" يونس..
*وآ لآن..وقد عرفنا ان هناك أوقات لا يفيد فيها.. الإيمان.. التوبة.. الندم..!!
ولذا فعلينا من الآن..
ان نندم علي كل مافات وما اقترفنا
وان نتوب الي الله توبة نصوحا..
وان نجدد إيماننا دائما..
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.. وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا في كل وقت وحين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين....
*ان الحياة يعيشها كل الناس سنوات وأيام وساعات..وكذا..الموت..يعيشه كل الناس..لحظات..رهيبات..مخيفات..
*****************************
بقلمي.. حسن علي علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.