***
أين أبي، لم أرَه؟
سؤالٌ يطرقُ آذاننا كلَّ حينٍ
اليتامى يتساءلون يتشرّدون
ومن الحربِ يتأفّفون
يحملون مآسيهم
بينَ أيديهم الباردةِ
لا يتحمّلون
أسمالُهم رثّةٌ ممزّقةٌ
حائرون
بأيِّ قطارٍ يلتحقون؟
يعذّبهم الشّوقُ العارمُ
حينَ ينامون
في العراءِ ينهشُهم الجوعُ
والعطشُ أينما يسيرون
نمرُّ بهم مرورَ الكرامِ
قد تسقطُ منّا دمعةٌ
و قد لا
نكتفي بمسحةٍ على الرّأسِ
نتأسّفُ على محنةِ الصّغيرِ
هذه المرّةُ شعرتُ بأمرٍ غريبٍ
آمنتُ باستنساخِ الأرواحِ
ها هيّ روحُ "داني"
تركبُ جسدي
في سكونِ اللّيلِ
بعدَ أن ينامَ الهدوءُ
ويكتملُ بدرُ العيدِ
يرتدي ثوباً ملوّناً
برائحةِ الملائكةِ
يشدُّ جفنيهِ منتفضاً
كلّما هوتْ من فوقِ
رأسِهِ
رصاصة تستهويه
صوتُهُ يتردّدُ في أذني
يرجُّها ويرجُّ رأسي
ويرجُّ العالمَ كلَّهُ من
حولي
رعبٌ قاتل، متوحّش
يهزُّ مهدَهُ المصنوع
من شجرِ الأرضِ
طفلٌ يحملُ ابتسامةً
في ثغره
قطعة خبز يابس
في يده
يستغيثُ، يستنجدُ
فلا حياةَ لمن تنادي
العالمُ دمُهُ مصبوغٌ
بالكذبِ
خجلتُ من نفسي
من خوفي عليه
حينَ قالَ لي:"أين أبي؟ "
سقطتْ دموعي كالسّيلِ
أصرخُ بأعلى صوتي
الفضاء يضيق بي عن سعة
أوقفوا
أوقفوا
أوقفوا الحرب
الأرواحُ على الشّفاه تحترق
الأجنّة في البطون تكتئب
الإنسانيّة على شفا حفرة
من نار تلتهب
أوقفوا الحرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.