•••عبد خلف حمَّادة
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
عندما كنا أطفالاً لم يكن آنذاك التلفاز قد انتشر،كان هناك الراديو وبعض العائلات الميسورة لديها تلفزيون سيرونكس عادي بقناة واحدة وببرامج فيها فترة محددة للأطفال،لكن باعتبارنا كنا من القسم الذين ليس لديهم تلفاز،كنا نتسابق إلى حضن جداتنا وأمهاتنا لسماع قصص النوم (الخواريف أو الخرافات) مثل (غيداء والحنفيش وغير ذلك)،من ضمن تلك القصة كانت تتيه بطلة الحكاية بالبرية فيتعرض لها أبو السباع أو الحنفيش ولا أدري ماهو المقصود بهذا الاسم ربما الأسد ،فعندما تراه لا تخاف ولا ترتعد وإنما تقول مخاطبةً إياه(حرمة يا أبو السباع،حرمة يا خوي،حرمة يابعدي) فلا يتعرض لها أبداً،ودائماً كنا نسمع من جداتنا أن وحوش البر،خاصة وأن حياة البرية والبداوة هي التي كانت المسيطرة،كنا نسمع أنَّ وحوش البر لا تتعرض للمرأة ابداً،شاهد الكلام الذي حداني لكتابة هذه الأسطر،وحوش الفلاة تحرس المرأة ولا تهاجمها،لأنها ضلع قاصر ومخلوق رقيق،تراعي فيها عامل الأنوثة،بل وتعتبر تلك العجماوات التعرض للمرأة عاراً يخدش النخوة حتى بين الحيوانات فهي تأنف عن ذلك،مهما كانت تلك الضواري جائعة،أما اليوم نشاهد وحوش البشر،تعتدي على المرأة بل على الطفلة القاصر،وتستغل ضعفها،وحاجتها،وتستغل ثقة المرأة،كي تدمر هذا المخلوق الملائكي،ليس هذا فقط،بل تحاول أن تخلق منها شيئاً غير محترم،وتحمَّلها وحدها فقط دون الرجل،مغبة الانتكاسات اللأخلاقية،وكأن الرجل هو الضحية والمرأةهي الجلاد،من هي المرأة،هي الجدة والأم والأخت وذات الرحم،هي التي قالت عنها شرعة النبي صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيراً،الله الله في الضعفين المرأة وما ملكت أيمانكم،الرجال شقاىق النساء،أو ما في معناه،وكذلك قول الله تعالى،هن لباس لكم وأنتم لباس لهن والكثير الكثير في هذا السياق،لماذا نحن اليوم،نسعى لخلع لباس الستر عن المرأة، وقد جعلنا الله ستراً لها،لماذا نحاول أن نظهرها بغير صورتها الأنيقة البراقة،والله كل امرأة فيها جانب خير يطغى على أي جانب آخر،والا لما شرع لها الإسلام التوبة مثلها مثل الرجل،لم يفرق بينه وبينها إلا في درجة الرعاية والقوامة وذلك أيضاً في مصلحة المرأة، وإن بحثنا في الأحكام،وحوش الفلاة تسالم المرأة وتحترمها،ووحوش البشر تحاول تمزيق المرأة ألف ممزق،ثم تطالبها بالحشمة،الرجل يطلب من امرأته الصلاح والتقوى،وهو في نفس الوقت يبحث عن المرأة الأخرى البعيدة عنه ليفسدها،و يستغلها،ونسي أنها أخته،ابنة أبويه آدم وحواء،وأنه هي التي تكمل وجوده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.