الأحد، 2 يونيو 2024

قصة بعنوان : طيوف و ضيوف ربا سليمان

قصة بعنوان:طيوف و ضيوف 
بقلم:ربا سليمان 



(١)الضيف الأول

هاربة من الكون برمته إلى اللاحدود واللاقيود ،إلى هناك تمضي سعاد وحيدة،لكن لماذا؟
(سعاد) يتعقب خطاي من بعيد ،لا ليس بوحيد، لكنه لربما خيّل إليّ أنه الوحيد ،هو المرافق من خلفي وأمامي ،ومن كل الأقطار بالصحو والأمطار، باليقظة والمنام ،لذت بالفرار منه كيلا يرضخني لأمره لكنه مازال يتاخم حدود مملكتي للحين، ماذا يرجو ؟وإلام يروم؟
وإذ بي ألتفت للوراء لكن مامن أحد خلفي
كيف ذلك ؟!؟وقد سمعت وقع أقدام ترتو على الأرض ،خلته بطيف لضيف،لكن من يكون؟ 
ربما التعب هو من جعله يخيل إلي أنه كان ورائي وما من أحد هناك،قلت لنفسي.
أشعر وكأن عقلي قد أصابه مس بل وهن من تدفاق فكر وتحليل،لا لا تهن ولا تضعف أرجوك،
رميت بكلماتي تلك لأشد من أزره،وأنا عائدة بفضول وريبة وحذر إلى حيث سمعت ذاك الصوت الغريب منادية على ضعفي بأن يتماسك وألا يتهاوى للحضيض وأن يتمسك ببصيص النور الذي يصبو إليه،وألا يخنع أمام ما يساوره من رعب وشك بأمرٍ لربما كان محض يقين.
وبصوتي المتهدج الذي اغتال كل شهيق بأنفاسي لأزفر أناتي سائلة: من هناك؟!
يسكن الصوت الغادي من بين وشائج الأشجار ولازوردية السماء،لم أقشع حينها هيئته وهو الغائر بمدى الصمت ليجرني إلى انتهاك حقوقه بالتواري عني، ملتهمة أغصان الأشجار بأنياب قبضتي الشرسة،باحثة عن المجهول الذي آل للأفول ،لأحدث نفسي:لا كيف لك أن تزول؟!؟وقد زرعت غاباتي باستفهامات وفضول لمعرفتك وقراءة تلك الفصول بكتابك عله يمسي مرجعاً لي بهذه الحياة ،-لا لن تزول-.
لا ضير إن باغتني بإطلالتك ،لربما من بين الأشجار أو من وضح النهار أو من ضفاف الأنهار،لا بأس سأنتظرك فلا عتب عليك.
يعترض سبيلي ذاك الأول معرفاً بنفسه:أنا الضمير الذي تجردت منه منذ فترة وحين.
وبصوت مرتعش قالت سعاد:لماذا؟ماالذي أقدمت على فعله ليحل سخطك علي.
الضمير:كفاك رهقاً مني،وكفي عن هرطقتك تلك يا سعاد.
سعاد: قل ..تكلم..أرجوك.
الضمير:كيف سولت لك نفسك التلاعب بمصير أناس أبرياء،همهم الوحيد هو أن يتقدموا لامتحاناتهم بيسر وسلام.
سعاد:لا شأن لي بذلك،أعلن براءتي مما لصق بي من اتهام.
الضمير:لكن الجميع بات يعلم بما اقترفته يداك من إجرام بحق أبنائنا الطلبة الأعزاء،فلذة أكبادنا،مستقبلنا الواعد بالخير والعطاء والتقدم والازدهار.
سعادبعنف:دعك مني..اغرب عن وجهي..
الضمير:سأحل كاللعنة على فؤادك ريثما تصححين ماأخطأت بحقهم من تزوير وانتهاك للحرمات وتجاوز لحدود المعقول.
سعاد بحزم:لا لست أنا.
الضمير: لا لن ترقدي بنعيم وسلام من اليوم فصاعداً،سأحرم عينيك لذة الرقاد وأنا أنبش بصميمك وأحفز عقلك على ذكر ماحدث بكل حين.
سعاد مهرولة هاربة من الضمير ليقهقر عليها قائلاً:سنلتقي مجدداً بكل زمان ومكان.
سعاد وهي ترتجف خوفاً:لن تنال من سكينتي وسلامي ،وما مآل كلامك إلا هباء ونسيان.
الضمير:لنا على الدوام موعد ولقاء.
سعاد وهي تحاول إغفاله عن الحقيقة:لاتظلمن إذا ماكنت مقتدرا فالظلم مرتعه يفضي إلى الندم.
الضميرمتهكماً:ظلم..ها ها ها ليختفي بينما تبحث عنه سعاد فلم تجده لتبقى ادعاءاتها تلك معلقة على محراب الخنوع والاستسلام.

((لا بد لك من صحوة ضمير، آمل ألا يقطعها الوقت فتأتي بعد فوات الأوان، ليمزقك التأنيب إرباً إرباً ،-إن كان ما زال هناك ذرة ضمير-))

إلى اللقاء مع الضيف الثاني غداً بإذنه تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

انا فلاح .. الشاعر عبد المنعم مرعي

انا فلاح  انا فلاح ابن فلاح وابويا من الشقا  فاس الارض شق ايدة قسمها نصين رسم العلم فوق كفين ايدة وامي ست مصرية  وقت اللزوم عصرية وساعة الج...