١ ☆ الشِّعر:
، في تَما
ثُلِها الْتِقاءُ
وجَمالُها شَجرٌ وأزهارٌ وماءُ
وطبيعةٌ في ثوبِها ألوانُ وردٍ
وطيورُها تَشدو وتُطرِبُ ما تَشاءُ
ومناظرٌ خلّابةٌ لا تَعتَريها
ثغَراتُ سُوءٍ مَسَّها فيه الوَباءُ
هذي حدائقُكمْ ، مَرابعُ كاسِياتٌ
ما شابَها نغَصٌ ولا رَحَلَ الثَّناءُ
☆ ☆ ☆ ☆ ☆
أمّا حديقتُنا فما في مَتنِها مِن
فَحْوى حَدائقٍكمْ...هُنا عجَبٌ عُجابُ
حديقتُنا دِينٌ وذِكرٌ والتزامٌ ،
ومواعِظٌ وبلاغةٌ ... وهما انتخابُ
وقصائدُ الشِّعرِ الذي يحلو شَذاهُ
وبَيانُهُ وبديعُهُ ... ! زَهَتِ القِبابُ
عجَباً لأمرِ حديقةٍ جلَبَتْ إلينا
قَصَصاً وآداباً وأفكاراً تُهابُ
صوَرُ الرُّسومِ بها تُرى ، ومُراسَلاتٌ
وبَراءةٌ في كلِّ قلبٍ لا يُعابُ
واسمَعْ لِموسيقى تُلامِسُ قَلبَ هِندٍ
ونَشيدَها لا شَكَّ ، قد حَمَلَ السَّحابُ
هذي حديقةُ فِكرِنا وقُلوبِنا ، هِهْ ،
إذْ لا تُرى إلّا وقد شُدَّ الرِّكابُ
لِدخولِها ونَوالِ فاكهةٍ وقَطفٍ
مِمّا حَوَتْ، فاستُعذِبَتْ، وزَها الجوابُ
للسّائلينَ فإنَّهمْ وجَدوا هَناءً
في جوِّها، والأُنْسُ مَطلبُ مَن يُجابُ
إن رُمْتَ تَدخُلُها فلا تَعجَلْ بِعَدْوٍ
فهُناكَ مَسعَدُ ذي النُّهى، وهنا الصَّوابُ
أَبشِرْ بما قد جاءَ مِن خَبَرٍ ووَعدٍ
واذْهَبْ وَزُرْ ، إنَّ الأُلى سَبَقوا أصابوا
☆ ☆ ☆ ☆ ☆
٢ ☆ النَّثر :
حديقتنا تحمل أجمل الأسماء والأوصاف ، تاجها الشعر والنثر ، حليُّها الأوزان والأنغام ، ورودها البحور والكلمات ، طيورها القوافي والمقامات ، أشجارها الزجل والفصيح ، حشائشها الحروف والحركات ، هواؤها الصفاء والرقَّة ، من زارها أخذته بالأحضان ، واستمتع ببهائها والألوان ...
ساحرة هي حديقتنا ... منها تعلَّمتُ معنى الإلهام ، وفيها جلستُ على أرائكَ من نور ، أحَبَّها كل عاشق وفنّان ، أسرَتْ قلوب المعجبين برقيَّ ألوانها المزركشة ... تسابقت ريشتهم للمدح والتغزل بأزهارها اليانعة ، وانتعشت النفوس بروائحها العبقة فازدادت نشوة ...
عصافيرها تشدو أعذب الألحان ، والفراشات ترقص على نغمات أوتار الأشجار ... هواؤها يحرِّك سطح المياه المنسابة من السيول الرقراقة فيُصدر سمفونية عذبة هادئة تداوي جروح كل عاشق ولهان ... فما أروعك حديقتَنا ...
أنا لا أستطيع فراقك لأنك حبيبة قلبي ، ولأنك فتحتِ لي ذراعيك بالحنان ، وأخذتِني بالأحضان ، وكنتِ لي جَنَّة الأقلام الجميلةِ وحقلَ المعرفة والعلوم ...
صُقِلَت فيك موهبتي ، وذابت في أرجائك ريشتي ، وتنهَّدَتْ بعمقٍ مُهجتي ، فنامت عيوني في أعماقك ، وسهِرتْ ذاكرتي تبحث عن هدية تليق بك ... والقلب وجدَ أن كل الهدايا الجميلة عندك ... فاكتَفي بالحب واسعَدي بمحبيكِ ... واعلمي أني سأستمر في زيارتي لك رغم المسافات ... فلا بد أن تتحدث المقامات ، وترقى الكتابات ، ويشمل أريج أزهارك كل الأرجاء والأجواء ...
وأنا أفتخر دوماً بِأنكِ أجملُ وأرقى حديقةٍ يُمكِنُ أن
يَمتلِكَها إنسان ...
(بقلم : محمد وهيب علام و Khadija Omari)
♥️ ♥️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.