)
مهداة للاستاذ خماط الزيادي وكأني بلسان حاله اقول
**************************************
رَقَدَ الحبيبُ بخافقي أبدَ المدى
بين الحشاشةِ والفؤادِ تمدَّدا
حَتّامَ أرقُبُ وصلَهُ لصبابتي
والرأسُ من كلِّ السّوادِ تَجَرَّدا
أَيقنتُ أَني في عِدادِهِ عابِرٌ
كابنِ السَّبيلِ وتائهٍ لمقاصدا
ضاعت سُنونُ تأمُّلي لرجوعِهِ
والقلبُ ضاعَ بحبِّهِ وتَشَرّدا
سأظلُّ اندبُ ماحييتُ ضياعَهُ
والبابُ أُقفِلَ بالسلاسِلِ أُوصِدا
وتظَلُّ آهُكَ في غَداةِ تَصَحُّري
حوذانَ نبتٍ في الفؤادِ تَرَقَّدا
لِيَبُثَّ في الشِّريانِ بعضَ سمومِهِ
جسداً على بحرِ الدُّموعِ تَمَهَّدا
إِن كان طَيفُكَ مِن مناهِلِ أحرفي
فدوامُ وحيُكَ غادقٌ كمواردا
ومُنايَ قبل الموتِ أُبصِرُ وجهَهُ
بحقيقةٍ فيها الخيالُ تَبَدَّدا
لِأعيشَ لحظةَ راحةٍ عُدِمَت بما
ظَمَأَ الفؤادُ لفيضِها وتَسَهَّدا
رُدّي لتطبيبِ الفؤادِ سكينةً
بهِ نازِفٌ بينَ الضلوعِ تَأَبَّدا
رُدّي لبعضِ العُمرِ عندَ خَريفهِ
أملاً يَمُدُّهُ بالغياثِ سَواعدا
فالعُمرُ فانٍ بالجِّراحِ وحرثِها
والقَهرُ نالَ زِمامَهُ وتوعَّدا
وعكفتُ اكتُبُ ماتجودُ قريحتي
فِكرٌ تَلَهَّبَ بالحنينِ وأُحشِدا
فعسى عيونُ احبتي ترنو لها
وترى الهمومَ على الصُّدورِ قواعِدا
فَتَرِقُّ قلباً في جفائيَ موغِلاً
وتطيبُ لحناً للحبيبِ تغَرَّدا
أَسهبتُ في رصفِ الحروفِ قصيدةً
كُتِبَت على فيضِ الدموعِ تَنَهُّدا
لو كانَ فيضُ الدَّمعِ يُرجِعُ غائِباً
لَصَببتُ من مُقَلِ العيونِ روافِدا
أو كانَ في بعضِ الصُّراخِ سَكينةً
لَبَلغتُ مابلَغَ الصُّراخُ مع الصّدى
هٰذي جِراحُ الوَجدِ تَفتِكُ عاشِقاً
هجَرَ الحَبيبُ وِصالَهُ وتباعَدا
يعرب قحطان الزبيدي
............................................ 2023.8.21
************************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.