الثلاثاء، 18 يونيو 2024

إنتحار .. الشاعر د/علوي القاضي

«(|)»،،،إنتحار


 ،،،«(|)»
بقلمي : د/علوي القاضي..
... ودع زوجته وإبنتيه ، وامتطى ظهر السفينة ، وكان مكتئبا ، والحزن يسيطر على ملامحه ، لم يختلط بأحد ، ولم ينطق ببنت شفه ، إلتزم مكانه ولم يغادر إلا لقضاء حاجة ، وظل يكتب ، ويكتب ، ولاأحد يعلم عنه شئ ، لاإسمه ، ولامن أين ، ولاإلى أين ، وبعد أيام فوجئ الركاب بأنه يلق بنفسه في البحر ، فألقوا له طوق النجاة ، فرفضه ، وفضل الموت على الحياة ، وبعد ثوان معدودات التقمه حوت كبير ، فكانت نهايته في بطنه ، فلما دخلوا غرفته وفتشوا أغراضه ، وجدوا تحت وسادته ، ماكان مشغولا طيلة الوقت بكتابته ، وبدأوا في القراءة :
... أيها البشر :
... زاحمتكم في دنياكم ، فتألم عقلي وروحي وجسدي ، لم ترحموا ضعفي ، ولابأس ، لقد أكتفيت منكم ، ومن خداعكم ، وزيف مشاعركم ، من الآن يجب أن يكون بيننا حدود ، بل أسوار سأبنيها ، ولن أسمح لأحدكم باختراقها ، أحتاج أن أكون في مأمن منكم ، يجب أن أكون عند ثقتي بنفسي ، فلن أخذلها كما فعلتم ، ضاعت الأيام وأنا أحاول نيل ودكم ، ولقد مللت من محاولات لاتجدي نفعًا ، تقولون سأعتزل ، نعم سأعتزلكم ، تقولون سأصبح وحيدا ، ومابها الوحدة ؟!  
... بني البشر للأسف تحولتم إلى مجتمع قذر ، تفكيركم رديء ، تصرفاتكم تافهة ، تعذيبكم لبني جنسكم ، إهتمامكم بالمظاهر ، خداعكم ، نفاقكم ، مصالحكم الشخصية على حساب راحة الأحبة ، تسرع في القرارات ، ببساطة مجتمعكم رديئ ، أما أنا فلم ولن أغفر لبشري ، لم ولن أرض عنه مادمت حيا ، أتمنى للجميع نار جهنم وصقيعها لما قدمتموه ، سأعتزل عالمكم ، هذا الكلام من صميم قلبي ، فمن إعتقد أن كلامي موجه له فليراجع نفسه ، لن أحذف حساباتي سأتركها ، فكلما مر عليها مسيء تذكرني ، إلى الجحيم جميعكم   
... بني البشر ، سأعتزلكم ، وأعتزل نفسى ، مدى الحياة ، سأغلق باب قلبى لتجنب الصدمات ، سأعتزلكم ، فقد كنت دوماً خارج زمنكم ، واكتفيت بحرق وجعي كلما أنتهيت من كتابته ، فالورود والردود لاتطعم قلبي خبزاً ، كنت دوماً ذاك العاشق الذي يزهر على ورقة ، ويذبل أيضًا عليها ، ولكني سأعتزلكم اليوم وغدا ، وستطول العزلة ، لكثرة الغباء المنتشر ، فالكلّ يفتي ، والكلّ أصبح عالما ، وألهينا عن صوت الحقيقة ! ولكن صداه سيبقى في أذني أسمعه كل حين 
... ‏سأعتزلكم جميعاً ، وسأقترب من الذين يشعرون بي ، ويفهمون صمتي ، ويحتوون قلبي في لحظات ضعفي ، ومن يشاركوني كسرتي ، أولئك الذين يحسنون الظن بي ، ولايتصنعون الحب ، ولاتتغير مشاعرهم 
... سأعتزلكم ، لأعيد ترتيب أوراقي المبعثرة ، وأفكاري المشتتة ، ولأجد نفسي التائهة ، ولأشكو نفسي لربي فقد بعدت عن كنفه ، فازدادت بؤسا وهما ، فالنفس أمارة بالسوء ، خلت أن الأمر يستحق ، لكن تبين لي العكس ، فالجمع الغفير والسواد الأعظم ، إماجاهل ، أوأحمق ، أومتعالم ، لايفقه من أصول الإختلاف إلاعنوانه ، أطلب من كل من له عندي مظلمة أن يتجاوز ، ومن أسأت إليه أن يغفر ، فقد طفح الكيل ، وضاقت مدينة قلبي بسكانها ، ولم أعد أتحمل فلتان ألسنة الرويبضة ، وحماقة صغار المتفيهقة
... لقد ضقت ذرعا بمن يفتي ، ويكفر ، ويفسق ويضلل ، ولافقه له ولاعلم ، سئمت تكاليف العيش مع هذه المخلوقات الضارة  
... سأعتزلكم ، وسأجعل من ذكراكم كثيبا ، لستم سوى كذبا خُطّٓ على رمالي ، فاليوم هبت رياح أفكاري فمحت خط كذبكم من فوق رمالي ، وخابت آمالي لذا حان سفري وترحالي ، وهاأنذا !
... سأعتزلكم ، ولاحديث معكم ، وكفى ماأحدثتموه بقلبي ومشاعري ، وحسابي سأحتسِبُه عند اللّٰهِ صدقهٌ جاريه ، خُذُوا مِنه ماشِئتُم ، ولاتنسوني من دُعائكُم  
... سأعتزلكم وماتكتبون حفاظا على ماتبقى لدي من مصداقية في زمن كثر فيه الكذابون ! فلم يبق في قوس الصبر منزع ، وأصبح مستنقع للسلبيه ، سأعتزلكم ، فلاأجامل ولاأناقش ، ولاأستنفذ طاقاتي من أجل أشياء تسبب شرخا في روحي 
... أي إنسان عندما يشعر بالحاجة للإنفراد بنفسه ( الوحدة ) هذا يعني أنه يملك حديثاً ، قد لايستوعبه أحداً غيره ، وهاأنذا ! ، فرفقاً بي ، فقد ضاقت فضاءاتي ، واستحكم الخناق ، وبلغ السيل الزبى ، أنّى إتجهت وجدت كذبا ، وخداعا ، وهمزا ، ولمزا ، وأخلاقا تنحر كقرابين على مذابح المصالح الشخصية الضيقة ، ومعاملات تجتث الصبر من أعماق القلوب ، لتدفنه في تربة الألم ، ووجوه مشوهة وقلوب مغمسة بالسواد فإلى متى ؟! ، لاطاقة عندي لتحملكم ! ، لذلك سَأصمت ، وسَأحاول عدم التفكير ، وسَأمنع قلبي من الشعور أيضًا ، وسَأغلق أي باب يسبب ألمًا لروحي ، سَأعتزلكم إن كان قربكم يؤذيني ، سَأحاول راغما تجاهلكم ، حتى وإن بات الأمر قاسيًا عليّ ولكن سَأتحمله ، سَأعتزل كلّ مايؤذيني ، فسكون قلبي واستقرار روحي يستحقان ، فالسلام على قلبي حتى يطمئن ، والأمان لروحي حتى تهدأ !
... لقد أمضيت مايكفيني من المعاناة ، وأدركت أن التيه بداية الطريق ، وأن العزلة خير أنيس ، لأنكم أصبحتم منافقين سأعتزلكم جميعا ، وأصحاب الظنون وماتُضمِرون
... أيها البشر هل تعلمون أن في العلاقات الإجتماعية ، هناك قاعدة تحافظ على ديمومة العلاقة ونقائها ، وهي ( التغاضي عن العتاب المفرط ) ، لأن كثرة العتاب تنفر الأصحاب ، وقد تؤدي إلى الإطاحة بالعلاقة ، فشكرا من قلبي لكل من فهمني وأحبني ووثق بأخوتي وصحبتي ، أما الباقي سأعتزلهم  
... إخواني في الإنسانية ، هل تعلمون أنني حينما أعتزلكم سأكون في ( عالم موازي ) من الأكوان الغير متناهية ، سيكون فيهم ( كُون ) طيب ، مخلوقاته قلوبها بيضاء ، ليس فيها غل ولاحقد ولانفاق ، في هذا العالم الموازي سيشعر بعضنا بعضا ، ونخاف علي بعضنا البعض ، ونراعي ظروف بعضنا البعض ، ليس هناك شماتة ولاأذية لأحد ، ولاتمن المُوت لأحد ولاظلم لأحد ، ولاتكبر ولاغرُور ولاشُهرة ولاتسلط ، سيكون عالما نقِيا قوانينه الحُب والود والطيبة والصبر والتسامح والسلام ، سنحيا فيه بسلام وتسامح وعفو ومغفرة وبذل وإيثار وعطاء ، في هذا العالم ستكُون الطيبه قوة ، وليست ضعفا ! وسيخلوا من الأنانيه والحقد والنفاق والظلم والخداع والخُبث والتفلسف والطيبة المُزيفة ، في هذا العالم سيكون ( السكن ) زوايا ، ألملم فيها بعض نبضي ، لأكون لله أقرب ، فهو السند والمرجع ، وسأبكي في خلواتي ، لأجد سعادتي التي أفتقدها ، وقلب يحن علي ، فليس هناك أحن من الله الحنان المنان ، فالصديق قاس ، والحبيب والأخ خائن ، والساحة هرج ومرج 
... أنا لست متشائما ، فأنا واقعي ومشكلتي ، تكمن في طيبة قلبي ، وحبي للخير ، وضيقي من سوء الخلق ، والموبقات ، فأنا لاأطيق الكذب أوالظلم أوالخداع ، وأموت كمدا من المكائد والمؤامرات ! ، ولكنها تلاحقني ، وكأن هؤلاء البشر ، لم يخلقوا إلا ليمارسوا هواياتهم في إستهداف قلب ذلك الجسد الخائر وشغاف الروح الممزقة 
... كل البشر مارسوا طقوسهم في طعن قلبي وروحي بسهامهم المسمومة ، ولم يفوت أحد منهم الفرصة في تخضيب ثوبي بدماء الٱلام ، وهاهو ذا زمن الذئاب والكلاب ولكني لست من هذا ولاذاك الفصيل ، ولن أكون ! 
... كل منا بفطرته ينادي ، هل من مؤنس ؟! ، فالوحدة ، والخلوة ، والإعتزال ، معان وسلوك لايقبله أحد ، فالإنسان إجتماعي بطبعه ، ولكن في ٱخر الزمان ، إذا أنكر المعروف وقلت المروءة ، فالإعتزال عن أسباب الألم واجب ، سأعتزلكم لأبحث عن نفسي فكم إشتقت إليها ، ولفترة قد تطول  
... سيأتي ذالك اليوم ، ولن أكون متواجدا فيه ، في هذا العالم الأسود ، ولن أكون في حياة أي شخص ، إلامجرد ذكري ، ولن أكون فيه إلا لنفسي ، سأعتزلكم ! فإن تفاهتكم تبعدني أكثر ، سأعتزلكم بحق ، فاذكروني دائما بخير ، لأن فيكم أناس أراهم من خيرة الناس ، وللأسف بالمقابل يرونني أقبح الناس ، وأفهمكم جيدا وللأسف لاأحد يفهمني
... وأنتم أيها الأصدقاء ، لقد صدمت بكم جميعا ، سأعتزلكم حتى أكتشف من منكم الغث ومن الثمين ، كنت أظن أن الكثير منكم تغيروا ، لكن الحقيقة أنني كنت لاأعرفهم على حقيقتهم ! ، سأعتزلكم ، فكم صدمت منكم ، ومن أصحابي ، وأقربائي ! واكتفيت بالله حكما بيني وبينكم  
... كل مواقع التواصل أصبحت مستفزة ، فقد إمتلأت بالفكر السطحي وكأن الهدف منها ذلك الفكر 
... سافرت لأنني يئست من بلدكم ، ولكنى الٱن أحاول أن أعرف طريقى إلى المدينة الفاضلة ، وسألزم الحجرة الصغيرة كما أنا الٱن ، وكما سأكون فى منزلى ، ولن أرى منكم أحدا
... سأعتَزلكُم لحاجةٌ في نفسي ، اللهُ وحده يعلمها ! ، وأجلس بعيدا لأشاهد ماذا ستفعلون ببعضكم البعض ، وسأنتظر ضحيتكم القادمة لتنضم إلي وتجلس بجانبي
... سأعتزلكم لأنه لاخير في وصالكم ، ولارغبة لي بتعلم لغاتكم ، لأن لغتي هي اليقين ، ووصالي بالله هو ماينجيني ، وأن جبر خواطر الناس ينجي صاحبها ، حتى وإن كانت كل بضاعته من الدنيا كلها خيبات وخسارات 
... سأعتزلكم وماتكتبون ، لن أحترق ودمي ، من أجل كلمات منثورة من هنا وهناك ، لم يبق لي إلا بعض الخلايا الدماغية سأبقيها لأفكاري وخلجاتي وأناتي 
... سأترككم في ضحالة وضآلة شعر القوافي ، لقد عشت بينكم يامن لاتقدرون موهبتي ، لن أعزي نفسي ، ولكني سأحزن عليكم ، وعلى مافاتكم وسيفوتكم مني ، وعلى كل من لم يع وينسبك مع أحرف كلماتي ، ولذا أدعوه ، أن يراجع سمعه ، ويصقل قلبه ، فكلمات قلبي لن تصادف إلاقلوبا حية ، تعشق التجديد ، ولاتأبه لمن يريد كلاما ميتا ، فما خرج من اللسان لايتجاوز الٱذان ، وماخرج من القلب يصل إلى القلب ، سأعتزلكم بأدبي وشعري ، فلاتبكون ، وأسأل الله أن يخلف لكم غيري ، وأعلم أنكم لن تجدوا مثلي 
... إلى الذين أوجعوا رؤوسنا بدروس الأخلاق مدفوعة الأجر ، فلامبدأ لهم ولاضمير ، أراهم وقد فضحتهم إستقامتهم المزعومة وكلماتهم المعسولة ، أيها المنافقون سأعتزلكم إلى الأبد ، لأنصت لصوتى فقط ، ولنبض ضميرى من داخلى ، ولعاطفة خفية ، لاتظهر إلافي وحدتي ، وفي سكون نفسي ، سأطرق أبوابا وأغلق أخرى ، سأغير أرقاما وأشياءا زائفة ، سأحاول إعادة صياغة نفسى ، وأنسى كل شيء ، ليتغير كل شيء ، فلربما حياة جديدة تبدأ في أي لحظة ! فقط سيتبقى منكم فى ذاكرتى صورة وصوتا ، سمعته مرة فأيقظنى على أمل جديد ، حتى لو شاءت الأقدار أن نكون على شاطئين متباعدين !
... سأعتزل حياتكم ، واترك لكم الحياة بحلوها ومرها ، فأصبحت متأكدا أنكم خيالات بشر ، سأدخل عالم أحلامى ، المبعثرة على صخوركم ، سأحققها ولكن فى عالمى الموازي ، وليس فى عالمكم
... وأنتم أيها الشعراء سأعتزلكم وأعتزل منتدياتكم الملأى بالغبار والغموض ، والأجساد المتآكلة ، التي تلعقونها بألسنتكم في عالمكم النرجسي ، وتتمسحون بها ، سأعتزل هذا الكلام والبوح ، لأني أعرف أسراركم ، وأمتهن حرفكم ، بل وأقرأكم ، ولاأقرأ لكم ، أيها الشعراء أنتم ورثة المنقرضين ، أصمتوا أفضل لكم ولنا
... هذه الأيام ، أتعبت نفسي ، وأجبرتها على الضحك ، وأوهمتها أنني بخير ، وأما الٱن سأعتزل نفسي إلى حتى أعود عندما أجد ذاتي ، ربما لن يفهمني أحد ، ولكن أظن أن هناك من يحس بما يحدث داخلي ، فاعتنوا بأنفسكم وأرجوكم سامحوني على أخطاءي ، وهفواتي ، وتقصيري
... كلما هممت بكتابة مقال تحدثني نفسي ( إمسك نفسك والزم بيتك ) ، بكل الأحوال يحدث جدال عقيم بيني وبين نفسي ، فأكتفي بالصمت ولومها 
... وفي رواية ( مجنون بمحض إختياره ) لنور الدين الحجون ، أصدق وصف وشرح وتشريح لما ٱل إليه حالنا ، فعذرا وسحقا وتبا بكل لغات العالم ، يصف المؤلف حالنا ، فيؤكد أن مافقدناه هو البراءة وصدق المشاعر حبا ، فإمتلأت القلوب حقدا ، وصار الرياء والنفاق للحياة أسلوبا ، وصرنا عبيدا للمال نبيع أنفسنا للتفاخر بالفاني ، فنعيش عذابا ، وعلاقاتنا صارت كنزوة في ماخور ، تستمتع وتراقب ، لكي لايتحول النشاط نصبا 
... خلت قلوبنا من حب الله وزاحمناه بحب الدنيا وننتظر خيرا ، هيهات ! ، قتلنا الإنسانية في قلوبنا ، وحكمتنا المادية والرأسمالية ، التي تزيد الناس فقرا ، لن ألوم أحدا ، لكني سأحاسبكم ونفسي لتفريطنا في الحق ، ولن أجد لنا عذرا ، رغم نور الله بين أيدينا فنحن ندافع عن سياسات وإيديولوجيات نحفر بها لحريتنا قبرا ، سأعتزلكم وما تعبدون أيها الرويبضة ، وأنقذ ماتبقى من روحي 
... سأعتزلكم ، لأن طبعكم ليس طبعى ، والطبع لايتغير ، وإللي ماله أصل ولاكبير هيصغرنى أمام نفسى قبل الناس
... سأعتزلكم ، لأن الكذاب والخائن عمره مايكون مخلص والإخلاص فعل خفى لارقيب عليه إلا الضمير
... سأعتزلكم ، عن أى أحد هونت عليه ولو مرة واحدة سأهون عليه ألف مرة 
... سأعتزلكم ، عن الناس القاسية اللي مالهمش عزيز ولاغالى ، وعن اللى إختار صاحب غيرى ، وفضل مصلحته على ، وعن أى حد أنانى مش شايف غير نفسه ، وعن الناس اللى شايفه نفسها ما بتغلطش ، وعن حد حاولت أقرب لة وأطيب بخاطره ، وكسر بخاطرى ، وعن اللى حاولت أقرب له خطوة وهو فضل مكانه ، وعن أى حد مافهمش إنى سامحته مرة واتنين عشان معزته عندى ، وهو فاكر نفسه أذكى منى ، وعن أى حد عارف إيه ممكن يوجعنى ، ويدوس على الوجع ، وعن كل واحد شايف غلطته هينه ، أو مش شايفها أصلا ، وعن أى حد إحتاجته فى شدتى ، وعمرى مالاقيته ، وعن الناس اللى فى وجودها بحس إنى وحيد ، وعن اللى صغرنى فى يوم من الأيام ، وعن اللى ينسي فعله ، ومالوش كبير يوجهه ، ولما إحساسى يتغير ، ولما مالاقيش اللى يحس بي ويفهمنى
... أبعد وبس مش هبصش ورائى تانى ، صدقوني اللى هيخسرنى مش هيعوضنى تانى ، ولما ماأحسش بالأمان وتنعدم الثقة ، لماملاقيش المحبة ، ولأنى أستاهل الأحسن ، أستاهل حد يعرف قيمتى ، من غير ماأعاتب أصل العتاب إتعمل للناس اللى أنا لسه باقي عليها ، وهخلينى باقي على اللى باقى علي 
... أنا لما أنسحب من حياة ناس مش مقدرينى ، دي مش قله أصل ! لأ ! ، دي منتهي القوة مع نفسى ، سأتعلَّق بالله ثمّ بنفسِى ، ومش هخون نفسى وأكون صريح معاكم ، وسأكتفى بأسرتى الصغيرة لأنها مدينتى الفاضلة ، اللى تغنينى عن عالمكم الكاذب 
... وسيكون منهجي ، لا أتبع سبيل المفسدين ( أنج بنفسي ) ، أبعث وأسأل عن حياتي أنا فقط لاغيري ، فمالي ومال المفسدين ، سأدعهم في غيهم يعمهون وعن الصراط ناكبون ، لايضرونني لواهتديت ، ولاينفعونني لوغويت ، قلت سأعتزلكم وماتفعلون 
... سأعتزلكم في أشهر الطاعات ، فعلى المؤمن أن يتخلى عما يحب ، ليرضى الله بمايحبه 
... قال إبراهيم ( سأعتزلكم وما تعبدون من دون الله وأدعو ربي عسي ألا أكون بدعاء ربي شقيا ) ، فكانت هجرة إبراهيم طويلة ( وحيدا ) ، فكانت محنة إنقلبت إلي نعمة ، فأصبحت محنة ( الوحدة ) منحة بوجود ( إسماعيل ) ليؤنس وحدته 
... ثم جاء الأمر من السماء بفداء إسماعيل بذبح عظيم ، فانقلبت محنة ( الذبح ) إلي منحة ( الفداء ) ، لله دره إبراهيم ، يخرج من ( محنة ) إلي ( منحة ) ، ومن ( هم ) الي ( فرج ) ، لايتزعزع إيمانه ، أوصيكم ونفسي بخلوة تجمعوا فيها شتات أمر دينكم ودنياكم  
... كثيرا ماأفكر في مغادرة هذه الحياة لأنها أصبحت مملة ، ولاتطاق لقد سئمت منها كل يوم ، تزيد رغبتي في مفارقتها ( منتحرا ) ، لأني لاأجد من يهتم لما أقول ولاما أفعل ، ولم أجد من يهمه قولي ، لذا من الٱن قررت ، أصعب القرارات في حياتي سأعتزلكم وأعتزل حتى هذه الحياة ، وأقل لكم ٱخر كلمة ستجدونني قد نشرتها إلى كل من يهمه أمري ، أقول لكم وداعا ، نعم بعد التفكير أود أن أستشيركم في مغادرتي لهذه الحياة أم أظل معكم أفتوني في أمري 
... وأنا لو كنت معه في رحلته الأخيرة هذه ، لقلت له ونصحتة وشددت على يده ، ثق في الله وتوكل عليه في كل شيء ، خيرا كان أو ضرا فهو الذي يحمينا ويؤمن خوفنا ، لأن بعد موتك ستلاقي الله مهما كانت طريقة موتك ! ولايهم كيف مت ، مايهم هو ماعملك ؟! وهاأنت تبعث حيا ، لكن كم حسنة لديك ؟! ، الوقت يمضي ، أنت لست عالم ولاأي شخص لتنتقد البشرية ، حسنا أنقد نفسك ، أنت عبد ضعيف ! لذلك في حالة ذعرك هذه ، رغم أنك أنت من قمت بتهويل الأمر ، حيث أصبح الضغط كبير عليك ، تعقل تعقل فالهلع مرض ، راجع نفسك ياصديقي ، وأتمنى أن تكون فهمت ، فقط مت بين السطور ، فهناك الكثير من الأشياء تنتظرك
... ولكن يد القدر كانت أسبق من كلماتي فقد تمكنت منه ومات منتحرا 
... تحياتي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

انا فلاح .. الشاعر عبد المنعم مرعي

انا فلاح  انا فلاح ابن فلاح وابويا من الشقا  فاس الارض شق ايدة قسمها نصين رسم العلم فوق كفين ايدة وامي ست مصرية  وقت اللزوم عصرية وساعة الج...