،،،«(|)»
بقلمي : د/علوي القاضي..
... ودع زوجته وإبنتيه ، وامتطى ظهر السفينة ، وكان مكتئبا ، والحزن يسيطر على ملامحه ، لم يختلط بأحد ، ولم ينطق ببنت شفه ، إلتزم مكانه ولم يغادر إلا لقضاء حاجة ، وظل يكتب ، ويكتب ، ولاأحد يعلم عنه شئ ، لاإسمه ، ولامن أين ، ولاإلى أين ، وبعد أيام فوجئ الركاب بأنه يلق بنفسه في البحر ، فألقوا له طوق النجاة ، فرفضه ، وفضل الموت على الحياة ، وبعد ثوان معدودات التقمه حوت كبير ، فكانت نهايته في بطنه ، فلما دخلوا غرفته وفتشوا أغراضه ، وجدوا تحت وسادته ، ماكان مشغولا طيلة الوقت بكتابته ، وبدأوا في القراءة :
... أيها البشر :
... زاحمتكم في دنياكم ، فتألم عقلي وروحي وجسدي ، لم ترحموا ضعفي ، ولابأس ، لقد أكتفيت منكم ، ومن خداعكم ، وزيف مشاعركم ، من الآن يجب أن يكون بيننا حدود ، بل أسوار سأبنيها ، ولن أسمح لأحدكم باختراقها ، أحتاج أن أكون في مأمن منكم ، يجب أن أكون عند ثقتي بنفسي ، فلن أخذلها كما فعلتم ، ضاعت الأيام وأنا أحاول نيل ودكم ، ولقد مللت من محاولات لاتجدي نفعًا ، تقولون سأعتزل ، نعم سأعتزلكم ، تقولون سأصبح وحيدا ، ومابها الوحدة ؟!
... بني البشر للأسف تحولتم إلى مجتمع قذر ، تفكيركم رديء ، تصرفاتكم تافهة ، تعذيبكم لبني جنسكم ، إهتمامكم بالمظاهر ، خداعكم ، نفاقكم ، مصالحكم الشخصية على حساب راحة الأحبة ، تسرع في القرارات ، ببساطة مجتمعكم رديئ ، أما أنا فلم ولن أغفر لبشري ، لم ولن أرض عنه مادمت حيا ، أتمنى للجميع نار جهنم وصقيعها لما قدمتموه ، سأعتزل عالمكم ، هذا الكلام من صميم قلبي ، فمن إعتقد أن كلامي موجه له فليراجع نفسه ، لن أحذف حساباتي سأتركها ، فكلما مر عليها مسيء تذكرني ، إلى الجحيم جميعكم
... بني البشر ، سأعتزلكم ، وأعتزل نفسى ، مدى الحياة ، سأغلق باب قلبى لتجنب الصدمات ، سأعتزلكم ، فقد كنت دوماً خارج زمنكم ، واكتفيت بحرق وجعي كلما أنتهيت من كتابته ، فالورود والردود لاتطعم قلبي خبزاً ، كنت دوماً ذاك العاشق الذي يزهر على ورقة ، ويذبل أيضًا عليها ، ولكني سأعتزلكم اليوم وغدا ، وستطول العزلة ، لكثرة الغباء المنتشر ، فالكلّ يفتي ، والكلّ أصبح عالما ، وألهينا عن صوت الحقيقة ! ولكن صداه سيبقى في أذني أسمعه كل حين
... سأعتزلكم جميعاً ، وسأقترب من الذين يشعرون بي ، ويفهمون صمتي ، ويحتوون قلبي في لحظات ضعفي ، ومن يشاركوني كسرتي ، أولئك الذين يحسنون الظن بي ، ولايتصنعون الحب ، ولاتتغير مشاعرهم
... سأعتزلكم ، لأعيد ترتيب أوراقي المبعثرة ، وأفكاري المشتتة ، ولأجد نفسي التائهة ، ولأشكو نفسي لربي فقد بعدت عن كنفه ، فازدادت بؤسا وهما ، فالنفس أمارة بالسوء ، خلت أن الأمر يستحق ، لكن تبين لي العكس ، فالجمع الغفير والسواد الأعظم ، إماجاهل ، أوأحمق ، أومتعالم ، لايفقه من أصول الإختلاف إلاعنوانه ، أطلب من كل من له عندي مظلمة أن يتجاوز ، ومن أسأت إليه أن يغفر ، فقد طفح الكيل ، وضاقت مدينة قلبي بسكانها ، ولم أعد أتحمل فلتان ألسنة الرويبضة ، وحماقة صغار المتفيهقة
... لقد ضقت ذرعا بمن يفتي ، ويكفر ، ويفسق ويضلل ، ولافقه له ولاعلم ، سئمت تكاليف العيش مع هذه المخلوقات الضارة
... سأعتزلكم ، وسأجعل من ذكراكم كثيبا ، لستم سوى كذبا خُطّٓ على رمالي ، فاليوم هبت رياح أفكاري فمحت خط كذبكم من فوق رمالي ، وخابت آمالي لذا حان سفري وترحالي ، وهاأنذا !
... سأعتزلكم ، ولاحديث معكم ، وكفى ماأحدثتموه بقلبي ومشاعري ، وحسابي سأحتسِبُه عند اللّٰهِ صدقهٌ جاريه ، خُذُوا مِنه ماشِئتُم ، ولاتنسوني من دُعائكُم
... سأعتزلكم وماتكتبون حفاظا على ماتبقى لدي من مصداقية في زمن كثر فيه الكذابون ! فلم يبق في قوس الصبر منزع ، وأصبح مستنقع للسلبيه ، سأعتزلكم ، فلاأجامل ولاأناقش ، ولاأستنفذ طاقاتي من أجل أشياء تسبب شرخا في روحي
... أي إنسان عندما يشعر بالحاجة للإنفراد بنفسه ( الوحدة ) هذا يعني أنه يملك حديثاً ، قد لايستوعبه أحداً غيره ، وهاأنذا ! ، فرفقاً بي ، فقد ضاقت فضاءاتي ، واستحكم الخناق ، وبلغ السيل الزبى ، أنّى إتجهت وجدت كذبا ، وخداعا ، وهمزا ، ولمزا ، وأخلاقا تنحر كقرابين على مذابح المصالح الشخصية الضيقة ، ومعاملات تجتث الصبر من أعماق القلوب ، لتدفنه في تربة الألم ، ووجوه مشوهة وقلوب مغمسة بالسواد فإلى متى ؟! ، لاطاقة عندي لتحملكم ! ، لذلك سَأصمت ، وسَأحاول عدم التفكير ، وسَأمنع قلبي من الشعور أيضًا ، وسَأغلق أي باب يسبب ألمًا لروحي ، سَأعتزلكم إن كان قربكم يؤذيني ، سَأحاول راغما تجاهلكم ، حتى وإن بات الأمر قاسيًا عليّ ولكن سَأتحمله ، سَأعتزل كلّ مايؤذيني ، فسكون قلبي واستقرار روحي يستحقان ، فالسلام على قلبي حتى يطمئن ، والأمان لروحي حتى تهدأ !
... لقد أمضيت مايكفيني من المعاناة ، وأدركت أن التيه بداية الطريق ، وأن العزلة خير أنيس ، لأنكم أصبحتم منافقين سأعتزلكم جميعا ، وأصحاب الظنون وماتُضمِرون
... أيها البشر هل تعلمون أن في العلاقات الإجتماعية ، هناك قاعدة تحافظ على ديمومة العلاقة ونقائها ، وهي ( التغاضي عن العتاب المفرط ) ، لأن كثرة العتاب تنفر الأصحاب ، وقد تؤدي إلى الإطاحة بالعلاقة ، فشكرا من قلبي لكل من فهمني وأحبني ووثق بأخوتي وصحبتي ، أما الباقي سأعتزلهم
... إخواني في الإنسانية ، هل تعلمون أنني حينما أعتزلكم سأكون في ( عالم موازي ) من الأكوان الغير متناهية ، سيكون فيهم ( كُون ) طيب ، مخلوقاته قلوبها بيضاء ، ليس فيها غل ولاحقد ولانفاق ، في هذا العالم الموازي سيشعر بعضنا بعضا ، ونخاف علي بعضنا البعض ، ونراعي ظروف بعضنا البعض ، ليس هناك شماتة ولاأذية لأحد ، ولاتمن المُوت لأحد ولاظلم لأحد ، ولاتكبر ولاغرُور ولاشُهرة ولاتسلط ، سيكون عالما نقِيا قوانينه الحُب والود والطيبة والصبر والتسامح والسلام ، سنحيا فيه بسلام وتسامح وعفو ومغفرة وبذل وإيثار وعطاء ، في هذا العالم ستكُون الطيبه قوة ، وليست ضعفا ! وسيخلوا من الأنانيه والحقد والنفاق والظلم والخداع والخُبث والتفلسف والطيبة المُزيفة ، في هذا العالم سيكون ( السكن ) زوايا ، ألملم فيها بعض نبضي ، لأكون لله أقرب ، فهو السند والمرجع ، وسأبكي في خلواتي ، لأجد سعادتي التي أفتقدها ، وقلب يحن علي ، فليس هناك أحن من الله الحنان المنان ، فالصديق قاس ، والحبيب والأخ خائن ، والساحة هرج ومرج
... أنا لست متشائما ، فأنا واقعي ومشكلتي ، تكمن في طيبة قلبي ، وحبي للخير ، وضيقي من سوء الخلق ، والموبقات ، فأنا لاأطيق الكذب أوالظلم أوالخداع ، وأموت كمدا من المكائد والمؤامرات ! ، ولكنها تلاحقني ، وكأن هؤلاء البشر ، لم يخلقوا إلا ليمارسوا هواياتهم في إستهداف قلب ذلك الجسد الخائر وشغاف الروح الممزقة
... كل البشر مارسوا طقوسهم في طعن قلبي وروحي بسهامهم المسمومة ، ولم يفوت أحد منهم الفرصة في تخضيب ثوبي بدماء الٱلام ، وهاهو ذا زمن الذئاب والكلاب ولكني لست من هذا ولاذاك الفصيل ، ولن أكون !
... كل منا بفطرته ينادي ، هل من مؤنس ؟! ، فالوحدة ، والخلوة ، والإعتزال ، معان وسلوك لايقبله أحد ، فالإنسان إجتماعي بطبعه ، ولكن في ٱخر الزمان ، إذا أنكر المعروف وقلت المروءة ، فالإعتزال عن أسباب الألم واجب ، سأعتزلكم لأبحث عن نفسي فكم إشتقت إليها ، ولفترة قد تطول
... سيأتي ذالك اليوم ، ولن أكون متواجدا فيه ، في هذا العالم الأسود ، ولن أكون في حياة أي شخص ، إلامجرد ذكري ، ولن أكون فيه إلا لنفسي ، سأعتزلكم ! فإن تفاهتكم تبعدني أكثر ، سأعتزلكم بحق ، فاذكروني دائما بخير ، لأن فيكم أناس أراهم من خيرة الناس ، وللأسف بالمقابل يرونني أقبح الناس ، وأفهمكم جيدا وللأسف لاأحد يفهمني
... وأنتم أيها الأصدقاء ، لقد صدمت بكم جميعا ، سأعتزلكم حتى أكتشف من منكم الغث ومن الثمين ، كنت أظن أن الكثير منكم تغيروا ، لكن الحقيقة أنني كنت لاأعرفهم على حقيقتهم ! ، سأعتزلكم ، فكم صدمت منكم ، ومن أصحابي ، وأقربائي ! واكتفيت بالله حكما بيني وبينكم
... كل مواقع التواصل أصبحت مستفزة ، فقد إمتلأت بالفكر السطحي وكأن الهدف منها ذلك الفكر
... سافرت لأنني يئست من بلدكم ، ولكنى الٱن أحاول أن أعرف طريقى إلى المدينة الفاضلة ، وسألزم الحجرة الصغيرة كما أنا الٱن ، وكما سأكون فى منزلى ، ولن أرى منكم أحدا
... سأعتَزلكُم لحاجةٌ في نفسي ، اللهُ وحده يعلمها ! ، وأجلس بعيدا لأشاهد ماذا ستفعلون ببعضكم البعض ، وسأنتظر ضحيتكم القادمة لتنضم إلي وتجلس بجانبي
... سأعتزلكم لأنه لاخير في وصالكم ، ولارغبة لي بتعلم لغاتكم ، لأن لغتي هي اليقين ، ووصالي بالله هو ماينجيني ، وأن جبر خواطر الناس ينجي صاحبها ، حتى وإن كانت كل بضاعته من الدنيا كلها خيبات وخسارات
... سأعتزلكم وماتكتبون ، لن أحترق ودمي ، من أجل كلمات منثورة من هنا وهناك ، لم يبق لي إلا بعض الخلايا الدماغية سأبقيها لأفكاري وخلجاتي وأناتي
... سأترككم في ضحالة وضآلة شعر القوافي ، لقد عشت بينكم يامن لاتقدرون موهبتي ، لن أعزي نفسي ، ولكني سأحزن عليكم ، وعلى مافاتكم وسيفوتكم مني ، وعلى كل من لم يع وينسبك مع أحرف كلماتي ، ولذا أدعوه ، أن يراجع سمعه ، ويصقل قلبه ، فكلمات قلبي لن تصادف إلاقلوبا حية ، تعشق التجديد ، ولاتأبه لمن يريد كلاما ميتا ، فما خرج من اللسان لايتجاوز الٱذان ، وماخرج من القلب يصل إلى القلب ، سأعتزلكم بأدبي وشعري ، فلاتبكون ، وأسأل الله أن يخلف لكم غيري ، وأعلم أنكم لن تجدوا مثلي
... إلى الذين أوجعوا رؤوسنا بدروس الأخلاق مدفوعة الأجر ، فلامبدأ لهم ولاضمير ، أراهم وقد فضحتهم إستقامتهم المزعومة وكلماتهم المعسولة ، أيها المنافقون سأعتزلكم إلى الأبد ، لأنصت لصوتى فقط ، ولنبض ضميرى من داخلى ، ولعاطفة خفية ، لاتظهر إلافي وحدتي ، وفي سكون نفسي ، سأطرق أبوابا وأغلق أخرى ، سأغير أرقاما وأشياءا زائفة ، سأحاول إعادة صياغة نفسى ، وأنسى كل شيء ، ليتغير كل شيء ، فلربما حياة جديدة تبدأ في أي لحظة ! فقط سيتبقى منكم فى ذاكرتى صورة وصوتا ، سمعته مرة فأيقظنى على أمل جديد ، حتى لو شاءت الأقدار أن نكون على شاطئين متباعدين !
... سأعتزل حياتكم ، واترك لكم الحياة بحلوها ومرها ، فأصبحت متأكدا أنكم خيالات بشر ، سأدخل عالم أحلامى ، المبعثرة على صخوركم ، سأحققها ولكن فى عالمى الموازي ، وليس فى عالمكم
... وأنتم أيها الشعراء سأعتزلكم وأعتزل منتدياتكم الملأى بالغبار والغموض ، والأجساد المتآكلة ، التي تلعقونها بألسنتكم في عالمكم النرجسي ، وتتمسحون بها ، سأعتزل هذا الكلام والبوح ، لأني أعرف أسراركم ، وأمتهن حرفكم ، بل وأقرأكم ، ولاأقرأ لكم ، أيها الشعراء أنتم ورثة المنقرضين ، أصمتوا أفضل لكم ولنا
... هذه الأيام ، أتعبت نفسي ، وأجبرتها على الضحك ، وأوهمتها أنني بخير ، وأما الٱن سأعتزل نفسي إلى حتى أعود عندما أجد ذاتي ، ربما لن يفهمني أحد ، ولكن أظن أن هناك من يحس بما يحدث داخلي ، فاعتنوا بأنفسكم وأرجوكم سامحوني على أخطاءي ، وهفواتي ، وتقصيري
... كلما هممت بكتابة مقال تحدثني نفسي ( إمسك نفسك والزم بيتك ) ، بكل الأحوال يحدث جدال عقيم بيني وبين نفسي ، فأكتفي بالصمت ولومها
... وفي رواية ( مجنون بمحض إختياره ) لنور الدين الحجون ، أصدق وصف وشرح وتشريح لما ٱل إليه حالنا ، فعذرا وسحقا وتبا بكل لغات العالم ، يصف المؤلف حالنا ، فيؤكد أن مافقدناه هو البراءة وصدق المشاعر حبا ، فإمتلأت القلوب حقدا ، وصار الرياء والنفاق للحياة أسلوبا ، وصرنا عبيدا للمال نبيع أنفسنا للتفاخر بالفاني ، فنعيش عذابا ، وعلاقاتنا صارت كنزوة في ماخور ، تستمتع وتراقب ، لكي لايتحول النشاط نصبا
... خلت قلوبنا من حب الله وزاحمناه بحب الدنيا وننتظر خيرا ، هيهات ! ، قتلنا الإنسانية في قلوبنا ، وحكمتنا المادية والرأسمالية ، التي تزيد الناس فقرا ، لن ألوم أحدا ، لكني سأحاسبكم ونفسي لتفريطنا في الحق ، ولن أجد لنا عذرا ، رغم نور الله بين أيدينا فنحن ندافع عن سياسات وإيديولوجيات نحفر بها لحريتنا قبرا ، سأعتزلكم وما تعبدون أيها الرويبضة ، وأنقذ ماتبقى من روحي
... سأعتزلكم ، لأن طبعكم ليس طبعى ، والطبع لايتغير ، وإللي ماله أصل ولاكبير هيصغرنى أمام نفسى قبل الناس
... سأعتزلكم ، لأن الكذاب والخائن عمره مايكون مخلص والإخلاص فعل خفى لارقيب عليه إلا الضمير
... سأعتزلكم ، عن أى أحد هونت عليه ولو مرة واحدة سأهون عليه ألف مرة
... سأعتزلكم ، عن الناس القاسية اللي مالهمش عزيز ولاغالى ، وعن اللى إختار صاحب غيرى ، وفضل مصلحته على ، وعن أى حد أنانى مش شايف غير نفسه ، وعن الناس اللى شايفه نفسها ما بتغلطش ، وعن حد حاولت أقرب لة وأطيب بخاطره ، وكسر بخاطرى ، وعن اللى حاولت أقرب له خطوة وهو فضل مكانه ، وعن أى حد مافهمش إنى سامحته مرة واتنين عشان معزته عندى ، وهو فاكر نفسه أذكى منى ، وعن أى حد عارف إيه ممكن يوجعنى ، ويدوس على الوجع ، وعن كل واحد شايف غلطته هينه ، أو مش شايفها أصلا ، وعن أى حد إحتاجته فى شدتى ، وعمرى مالاقيته ، وعن الناس اللى فى وجودها بحس إنى وحيد ، وعن اللى صغرنى فى يوم من الأيام ، وعن اللى ينسي فعله ، ومالوش كبير يوجهه ، ولما إحساسى يتغير ، ولما مالاقيش اللى يحس بي ويفهمنى
... أبعد وبس مش هبصش ورائى تانى ، صدقوني اللى هيخسرنى مش هيعوضنى تانى ، ولما ماأحسش بالأمان وتنعدم الثقة ، لماملاقيش المحبة ، ولأنى أستاهل الأحسن ، أستاهل حد يعرف قيمتى ، من غير ماأعاتب أصل العتاب إتعمل للناس اللى أنا لسه باقي عليها ، وهخلينى باقي على اللى باقى علي
... أنا لما أنسحب من حياة ناس مش مقدرينى ، دي مش قله أصل ! لأ ! ، دي منتهي القوة مع نفسى ، سأتعلَّق بالله ثمّ بنفسِى ، ومش هخون نفسى وأكون صريح معاكم ، وسأكتفى بأسرتى الصغيرة لأنها مدينتى الفاضلة ، اللى تغنينى عن عالمكم الكاذب
... وسيكون منهجي ، لا أتبع سبيل المفسدين ( أنج بنفسي ) ، أبعث وأسأل عن حياتي أنا فقط لاغيري ، فمالي ومال المفسدين ، سأدعهم في غيهم يعمهون وعن الصراط ناكبون ، لايضرونني لواهتديت ، ولاينفعونني لوغويت ، قلت سأعتزلكم وماتفعلون
... سأعتزلكم في أشهر الطاعات ، فعلى المؤمن أن يتخلى عما يحب ، ليرضى الله بمايحبه
... قال إبراهيم ( سأعتزلكم وما تعبدون من دون الله وأدعو ربي عسي ألا أكون بدعاء ربي شقيا ) ، فكانت هجرة إبراهيم طويلة ( وحيدا ) ، فكانت محنة إنقلبت إلي نعمة ، فأصبحت محنة ( الوحدة ) منحة بوجود ( إسماعيل ) ليؤنس وحدته
... ثم جاء الأمر من السماء بفداء إسماعيل بذبح عظيم ، فانقلبت محنة ( الذبح ) إلي منحة ( الفداء ) ، لله دره إبراهيم ، يخرج من ( محنة ) إلي ( منحة ) ، ومن ( هم ) الي ( فرج ) ، لايتزعزع إيمانه ، أوصيكم ونفسي بخلوة تجمعوا فيها شتات أمر دينكم ودنياكم
... كثيرا ماأفكر في مغادرة هذه الحياة لأنها أصبحت مملة ، ولاتطاق لقد سئمت منها كل يوم ، تزيد رغبتي في مفارقتها ( منتحرا ) ، لأني لاأجد من يهتم لما أقول ولاما أفعل ، ولم أجد من يهمه قولي ، لذا من الٱن قررت ، أصعب القرارات في حياتي سأعتزلكم وأعتزل حتى هذه الحياة ، وأقل لكم ٱخر كلمة ستجدونني قد نشرتها إلى كل من يهمه أمري ، أقول لكم وداعا ، نعم بعد التفكير أود أن أستشيركم في مغادرتي لهذه الحياة أم أظل معكم أفتوني في أمري
... وأنا لو كنت معه في رحلته الأخيرة هذه ، لقلت له ونصحتة وشددت على يده ، ثق في الله وتوكل عليه في كل شيء ، خيرا كان أو ضرا فهو الذي يحمينا ويؤمن خوفنا ، لأن بعد موتك ستلاقي الله مهما كانت طريقة موتك ! ولايهم كيف مت ، مايهم هو ماعملك ؟! وهاأنت تبعث حيا ، لكن كم حسنة لديك ؟! ، الوقت يمضي ، أنت لست عالم ولاأي شخص لتنتقد البشرية ، حسنا أنقد نفسك ، أنت عبد ضعيف ! لذلك في حالة ذعرك هذه ، رغم أنك أنت من قمت بتهويل الأمر ، حيث أصبح الضغط كبير عليك ، تعقل تعقل فالهلع مرض ، راجع نفسك ياصديقي ، وأتمنى أن تكون فهمت ، فقط مت بين السطور ، فهناك الكثير من الأشياء تنتظرك
... ولكن يد القدر كانت أسبق من كلماتي فقد تمكنت منه ومات منتحرا
... تحياتي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.