"في ربيع رسول الله ﷺ بين أصحابه"
عندما تقرأ عن رسل وأنبياء أرسلهم الله لهدية البشر برسالته تتعجب فالجميع يسمعون منهم ما أرسلوا به ، والبعض قد ينفذ كلامهم إلى عقله وقلبه فيؤمن ، والبعض الآخر لا ينفذ كلامهم إلى قلبه وعقله فيظل على كفره ، ويصر على عناده أي أننا أمام صنفان من البشر ، جماعة آمنت وفازت بالآخرة ، وجماعة كفرت وخسرت أخرتها ، ولاني مسلم والحمد لله لذلك تعمقت في دراسة شخصية نبي ورسولي محمد ﷺ ، وتعجبت فكلامه ﷺ الذي أُرسل به سمعه الصديق أبو بكر وسمعه أبو جهل وأبو لهب (الذي فرح بميلاده وأعتق الجارية التي أخبرته أن أمنه قد رزقت بغلام) ، ففتح الله بفضله قلب أبو بكر ، واغلق الله بعدله قلب أبو لهب وأبو جهل ، وجعل صحابة رسول الله كما سبق وجعل أتباع سيدنا عيسى عليه السلام "الحواريين" ، يرون النور الذي لا يُرى إلا بالقلوب وليس فقط بالعيون ، كذلك كان هذا هو حال صحابة رسول الله ﷺ رضي الله عنهم رأوا النور الذي لم يراه من كفر ، ويتجلى هذا لما سألهم رسول الله ﷺ يوماًً مبتداً بأبي بكر الصديق رضي الله عنه ماذا تحب من الدنيا؟ قال الصديق (رضي الله عنه) أحب من الدنيا ثلاث: الجلوس بين يديك والنظر اليك وأنفاق مالي عليك ، ثم سأل ﷺ الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ذات السؤال فقال أحب ثلاث: أمر بالمعروف ولو كان سراً ونهي عن المنكر ولو كان جهراً وقول الحق ولو كان مراً ، ولما سئل عثمان بن عفان ذو النورين (رضي الله عنه) قال أحب ثلاث: اطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة باليل والناس نيام ، وسُئل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه وكرم الله وجهه) هذا السؤال فقال أحب ثلاث: اكرام الضيف والصوم بالصيف وضرب العدو بالسيف ، وسأل أبا ذر الغفاري(رضي الله عنه) ماذا تحب في الدنيا؟ فقال أبو ذر: أحب في الدنيا ثلاث: الجوع ؛ المرض ؛ والموت ، فقال له النبي ﷺ: ولم؟ فقال أبو ذر: أحب الجوع ليرق قلبي ؛ وأحب المرض ليخف ذنبي ؛ وأحب الموت لألقى ربي ، فقال النبي ﷺ وأنا حُبب إلى من دنياكم ثلاث الطيب ؛ والنساء ؛ وجُعلت قرة عيني في الصلاة ، وحينئذ تنزل جبريل عليه السلام وأقرأهم السلام وقال: وأنا أحب من دنياكم ثلاث تبليغ الرسالة ؛ وأداء الأمانة ؛ وحب المساكين ؛ ثم صعد إلى السماء وتنزل مرة أخرى ؛ وقال : الله عز وجل يقرؤكم السلام ويقول: انه يحب من دنياكم ثلاث لساناً ذاكراً ؛ وقلباً خاشعاً ؛ وجسداً على البلاء صابراً ، من هنا نفهم لماذا لا يذهب إلى الهدى إلا أصحاب القلوب التي ترى ما لا تراه العيون ، ويستحق نبي ورسولي الهادي الامين مني أن أقول اللهم صل على حبيبنا ﷺ صلاة ملء السموات وملء الارض وملء ما شئت ياربنا من شيء بعد ، وعدد كل شيء وملء كل شيء حتى ترضى ياربنا ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، رب هب لي حكماً و الحقني بالصالحين وأجعل لي لسان صدق في الاخرين ، واجعلني من و رثة جنة النعيم ، و أغفر لابي و أمي و جميع المسلمين ، ولاتخزني يوم يبعثون وفرج ياربنا كرب المسلمين ، وأنصر أهلنا في فلسطين ، وارفع سخطك وغضبك عنا ، وأشف مرضانا ، وأرفع البلاء عن امة محمد ﷺ أجمعين ، وعن كل الإنسانية في كل ملل الدين الواحد ، واجعلنا ممن نصر الدين وأعان المسلمين واجعل كل ما نكتب خالصاً لوجهك الكريم.
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.