الدنيا أتيت عريسا
فلا تتخد غير الكتاب جليسا
و لا تحتضن بالنفس إلا النفيسا
تفاخر كمثل البدر بالسحر و السنا
و كَوِّنْ ضياءً حوله و الشموسا
مراياك تلقى أوجها من خلالها
و غير وجوه المشتهى لن تبوسا
بلادك دنياك التي تشتهى فصن
حماها و منها لا تقرب خسيسا
و قومك لا تخذل و مهما تجبروا
بهم كن زعيما او لهم كن رئيسا
*****
فكن راقيا في زهوه و متحضرا
تجد كلما دنياك تشدو عروسا
توجه إلى بيت القصيد و أحدث
القيامة في الدنيا و راع الطقوسا
و ما شئت فاقرأ بالكتابة فابتهج
تجد مؤنسا ما خضته و أنيسا
و كن أنجما طول الليالي مسامرا
و لا تتخذ غير الكتاب جليسا
و عش يومك الحالي و لا ترتقب غدا
فما عدت تحصي في الزمان الأموسا
*****
تعلم من الأيام ما يستفاد ك
ل شيء من الأيام يعطي الدروسا
و لا تبتئس إن صار ما كان بائسا
و أضحى ببؤس البائسين بئيسا
من الحلم لا تيأس و لا تسأم الحيا
ة منها و كم تفني المنايا يئوسا
و مبتهجا استقبل حياتك كلها
و لا تبد إن دار الزمان العبوسا
و سيفا من الفولاذ فاحمل مواجها
أعاديك و اجعل في يديك التروسا
*****
و بالحب فافرح لن يعم الأسى و ما
يلوج بصدر لن يظل حبيسا
و درب الأماني كم أراك تدوسه
و مهما ترائي غيره لن تدوسا
ولدت بميلاد القصيد فلم تجد
و للبدء والميعاد إلا الخميسا
و كم من ملاك باليدين رسمته
و شيطانه ضال و يغري النفوسا
و نارا سرقنا منه حتى بعينه
رآنا القصيد المستفيض مجوسا
*****
أراك به مثلي تحوز ممالكا
و شعبي المفدى غيره لن تسوسا
وجدناه وجها مقمرا ما نظمته
و يهوى أمام الحاضرين الجلوسا
تحط بساتينا عليه و أحرفا
و إن أينعت منها قطفت الرؤوسا
و عرسا أقم للشعر من بدء وحيه
و عيدا ديارا غيره لن تجوسا
و قل كلما الإلهام يأتيك طيفه
إلى هذه الدنيا أتيت عريسا
*****
بقلم الشاعر حامد الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.