الاثنين، 19 أغسطس 2024

قراءة في قصيد " روح فوق الماء " للشاعرة هالة جنيح تكالي في رؤية للشاعرة لطيفة الشامخي

قراءة في قصيد " روح فوق الماء " للشاعرة هالة جنيح تكالي
في رؤية للشاعرة لطيفة الشامخي



تقول الباحثة أمينة محمد حمدان عبد الحميد: " توجد علاقة وثيقة بين النزعة الصوفية في نسختها الإسلامية و المذهب الوجودي الغربي... و من شواهد ذلك:
1- كلاًّ من النزعتين الوجودية و الصوفية تصدر عن تجربة واقية حيّة.
2- إن العقل ليس وحده الموجّه للوجودي و الصوفي بل ثَمَّ جانب روحي له سحره الخاص عند كُلّ من الكائن الوجودي و المريد الصوفي سواءً و إن اختلفت طبيعة الروحانية بينهما كَيفًا و كثافة.
أما البروفوسير محمد ثناءالله الندوي فقد كتب في كتابه ( الإتجاهات الوجودية في الشعر العربي ) حيث قال: "الوجودية نوع من الحداثة الفكرية في الشعر العربي الحديث".
و أمام هذه التعريفات أين يمكن أن نصنّف قصيدة "روح فوق الماء "؟
 و هل الشاعرة هالة جنيح تكالي تخوض بنصها تجربة صوفية أم وجودية أم هي تجمع بينهما في تجليات للذات؟.
في قصيدها "روح فوق الماء" نجد أن الشاعرة وظّفت الماء لغرض التأمّل الروحي كتقصٍّ للعلاقة بين الروح و الماء و يبرز ذلك في أول سطر للنص "تحوّلت إلى روح فوق الماء" أولم يكن عرش الرحمان فوق الماء قبل خلق السماوات و الأرض و قوله تعالى: "وهو الذي خلق السماوات و الأرض في ستة أيّام و كان عرشه على الماء ليبلوكم أيّكم أحسن عملا". 
نجد أن الذات الشاعرة تنسلخ عن كتلة الطين تغادر الجسد الذي حُبست فيه لتسافر على سطح الماء، فالشاعرة هنا في حالة تأمّل حالة نفسية بعيدة عن الحواس هي الروح "الشفافة" تطوف فوق الماء الذي هو مصدر الحياة، هي الروح تبحث عن جوهرها، هي اللغز الذي ضرب الله حوله الأستار و أبقاه غير مكشوف حتى لنبيه محمد عليه الصلاة و السلام و قوله تعالى "و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي"، لكن الذات الشاعرة تأبى إلاّ البحث عن كينونة روحها التي تسافر "فوق الماء" تارة و " تتحول إلى ماء" تارة أخرى هي "الشفافة..وهي اللؤلؤة .. وهي الماء من صفاء زمزم و المروى" و هنا تعيد الشاعرة نسيج قصة بئر زمزم و الماء الذي تدفق من تحت قدم اسماعيل عليه السلام و هاجر التي كانت تسعى بين الربوتين في عملية بحث لمن ينجدها و طفلها. و هاهي الذات الشاعرة روحا " تحولت إلى ماء " وهي لؤلؤة نادرة ترى بعين الوجود" و "أساطير الضوء.. لمحت ذاتي فيها.." أ و ليست هذه حالة وجودية؟.
فهذا القصيد ينبع من ذات الشاعرة و ينمُّ عن صدق المشاعر، فهل ترى الشاعرة هالة جنيح تكالي تقترب من تجربة صوفية ينتفي فيها الجسد لتلج عوالم الروح في تجليات صوفية؟. 

قصيدة الشاعرة هالة جنيح تكالي
روح فوق الماء

تحولت إلى روح فوق الماء
شفافة رشيقة
 وخفيفة كالهواء,
لؤلؤة نادرة ترى
 بعين الوجود
اساطيرا 
من الضوء
 اللامع 
و النور
 الساطع
لمحت ذاتي فيها
للاجساد شفاء
وللنفوس 
أسمى دواء .

في قرة عيني ألمح
ابياتا من الشعر كتبت
و حروفا من النثر
نسجت،
فوق جفوني
نزلت دمعة من النور
فتحت
عين قلبي
وانبتت فيه اروع
 سطور
و
 ابهى باقة 
من 
الزهور.

روحي تحولت إلى ماء،
من صفاء الزمزم والمروى
أرادت ريشتي
ان ترسم لوحة
 من قطرة الندى،
ومن الحبر ان تروى
عطشها من
سواحل الشاطيء
و من
ابهر
 ميناء.

لؤلؤة نادرة
هي روحي
فوق الماء 
رفرفت باجنحتها
وبين ذراعيها 
حضنت بحارا وانهارا
وجسورا،
نزفت من دمائها 
 قطرات 
من وحي الماء،
امتزجت اساطيرها 
من ضياء الهواء،
وتحولت فجاة
 إلى موجة 
هائلة
من سرعة
 الضوء.

هالة جنيح تكالي
22 /05/23

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

انا فلاح .. الشاعر عبد المنعم مرعي

انا فلاح  انا فلاح ابن فلاح وابويا من الشقا  فاس الارض شق ايدة قسمها نصين رسم العلم فوق كفين ايدة وامي ست مصرية  وقت اللزوم عصرية وساعة الج...