الخميس، 22 أغسطس 2024

قصة رومنطيقية قصيرة .. الكاتبة.د إيمان بوغانمي

قصة رومنطيقية قصيرة


  ----- عطر الحب 

& عطر زهرة الربيع مع طائر القطرس ------

يحكى في قديم الزمان كان هناك
زهرة جوريّة جميلة 
جدا دائما وحيدة تهوى طائرا
غاب عنها
لمجرّد أنه عرف
بأنها تحبه
إلى حدِّ الجنون فحاول أن يختبر 
حبّها
بالابتعاد
عنها 
و تركِ مسافة كبيرة بينهما
ليرى قيمته
بنظرها ..

هل تتحدى كبريائها
و تذهب إليه لتستفسر
ما الحكاية
أم تعيش على أمل
عودته
و لا تتنازل له
حتى يعود بمفرده...؟

إن الحياة مراحل
متعددة
اليوم يعيشه
المرء بقلب
محب متسامح 
و لا ندري غدا
ما الذي يحصل
في هذا العالم المخيف...

_ صديقها العصفور يتحدث معها 
و أخبريني أرجوكِ :

هل أتى موسم الصيف
بعمقِ مزاجيّتكِ
و حرارته
بعد أن
فكرتُ
في مخيّلتي
إنّ موسم الخريف
قادم
و سرق 
منكِ ربيع قلبكِ؟ >>

_ الزهرة الجورية :

إني على الدوام كنتُ أنتظر
 روعة حلول موسم
الشتاء
و الدفء
و أنا أحتضنه
و أمسك بيديه...

حقا لا أقدرُ
أن أشرح لكَ
كم هي يدايا باردة.. 

و لا أستطيع
حتى أن أروي
لكَ عن مدى إحتياجي
له...

حقيقة فالشرح
لمثلِ
هذه الأمور تصعب على قلبي
فهناك ما لا نستطيع
شرحه
إلّا
بالصمت...>>

أحيانا الصمت
يعبَّرُ عن ما يخالج 
صدورنا 
و لا تستطيع
أفواهنا
أن تنطق ما بناا
حتى و لو بكلمة فقط..

فإنّ عطر هذا الحب
في فؤاد زهرة
الربيع
كالبحر
العميق الذي
أمواجه تقذفه 
إلى أبعد الأروقة
الهادئة 
الجميلة
الوحيدة
دون أيِّ قرار
منها
و أحيانا تهرب
من الخوف
الذي يسيطر على 
مشاعرها...

زهرة الربيع تخاف من
الحب
و الارتباط
لأنّها أحبّت
 طائر القطرس

كما لم يحبَّ
أي إنسان 
على وجه هذه الكرة الأرضيّة
لكنه خذلها 
و ترك لها جرحا عميقا
في قلبها 
و فارقها بالرحيل...

فلا تحزني أيّتها الزهرة 
الفائقة
في الجمال
بقدكِ الممشوق
الميّاس
فمن فضلكِ إحذري
و تخطي هذا الهوس
و إنسي همومكِ من
جذورها
فقلبكِ الصغير
البريء
الملائكي
محروق لأجل ذلك الطائر
طائر القطرس
و يريد أن يجنِّح له
بجناحين 
الحب 
فيطير
له بقلب
عصفور محب له
و لقلبه
لكنّكِ
خائفة
من ردّة فعله القاسية
تشجعي أرجوكِ 
و إذهبي له
و أخبريه
بكل قوّاكِ
أنّكِ تشتاقين
له
و لحنين همساته
و زقزقة أحاديثه
و حنان لمساته...

و في آخر المطاف إنتصر
الحب على الخوف
فمن يعيش أبد الدهر
خائفا
فسيموت
وحيدا 
بسجن الخوف
و الهوس

و
في نزهة جميلة لطائر القطرس
وحيدا بين ضلال البساتين
أتى إلى الزاوية
التي تعيش بها
زهرة الربيع
و ما إن لمحت طيفه
و هي تسقي بقية الأزهار
و التي مزالت
للحين قد تفتحت أوراقها
رونقا من العطف
فتبسّمت له
كالريم
الشارد
في هواء الحب 
بين أنحاء الطبيعة فنزل
لها 
و عيناهُ تتلؤلأ
غرامًا
بها
و ردَّد لها بصوت
فيه
من الثقة
ما يكفي أن يجعلها 
سعيدة
معه 
و لم تعد تفكر
في هوس الخوف
و قال بنبرة
حب لها :

سامحيني أرجوكِ لأني
جعلتكِ
تنتظريني
كل هذا الزمن
و أنا في غفلة سبات شتوي
من دونكِ

أنتِ
يا زهرتي الجورية
من أجمل ما عرفت
أنتِ أروع
فصول
عمري
الآتي
و حياتي القادمة
أنتِ
كحبّة
ثلج بيضاء 
تأتي بعد صبر طويل
أنتِ كنتِ
و مازلتِ
أجمل
عطر زهرة
في حياتي 
التي تفتحت
في فؤادي العقيم
الذي
لو لا كنتِ أنتِ
ما عرفتُ
البهجة
يومآ من الأيام...

الكاتبة.د إيمان بوغانمي/تونس 🇹🇳

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

انا فلاح .. الشاعر عبد المنعم مرعي

انا فلاح  انا فلاح ابن فلاح وابويا من الشقا  فاس الارض شق ايدة قسمها نصين رسم العلم فوق كفين ايدة وامي ست مصرية  وقت اللزوم عصرية وساعة الج...