الأحلا مِ، يا طيفَ المدى الزاهي
تسري كما النجمُ في بحرِ المدى اللاهي
تَشقُّ عبابَ الليلِ، والأفلاكُ مُنحنيةٌ
تُساقي ضياءِ البدرِ من كأسِ الهوى السامي
يا رائدَ الغيبِ، كم ضاقَ الفضاءُ هنا
لكنكَ بالعزمِ تمضي في الهوى الضاحي
تُناجي السُّحبَ البيضاءَ في صمتٍ وفي وَلَهٍ
كأنها الوحيُ، يلقي فيك أسرارَ الصباحِ
يا مركبَ الروحِ، بينَ الموجِ مَسرَبةٌ
ترنو إلى شاطئِ الأحلامِ في الباكرِ الصاحي
تُنازعُ الأمسَ كي يُبدي لكَ وجهتَهُ
لكنه الصمتُ، يمضي في المدى الباهي
يا عابرَ الوهمِ، لا يَغويكَ أفقُهمُ
فالأرضُ سرٌّ، وما في البحرِ إلا سرُّ الأرواحِ
فامضِ إلى حيثُ لا خَوفٌ ولا وجلٌ
واسبرْ غياهبَ ليلِ العمرِ في القلبِ المُسجى
يا مركبَ الأفقِ، تَسري في مَهاوِيَنا
كأنما أنتَ نورٌ في سماءِ الروحِ مِصباحي
كلُّ النجومِ إذا مالت لأفئدةٍ
في القلبِ سِرٌّ من الآمالِ يا شُعلةَ الفَواحِ
تَروي الخيالَ بحلمٍ طالَ مَطلبُهُ
حتى أضاءَ بليلِ القلبِ في صمتِ النجاةِ
يا مركبَ الريحِ، ما زالَت أشرعتُك
في بحرِ العُمرِ تسري بينَ أمواجِ الأفراحِ. بقلمي اسلام فتحى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.