الثلاثاء، 20 أغسطس 2024

الحرية الدينية .. الشاعر صالح نصر دمشق

الحرية الدينية


  :
هي حرية عرضية في مفهوم الحرية العام رغما من قدمها وثبات جذورها ، وجذر هذا الثبات الخوف من المجهول الدائم الوجود . وأهم غاية وجود الحرية الدينية العلاج النفسي أمام ظاهرة حياتية هي الخوف من المجهول ، وهذا العلاج ضروري للاستقرار النفسي للفرد والمجتمع بآن واحد .
وللحرية الدينية أيضاً وجهان . وجه ينتمي للحرية الموجبة ووجه ينتمي للحرية السالبة . ووجهها الإيجابي : يكمن في التوافق مع العقل والسلوك وفق مفهوم مكارم الأخلاق ، وأهم مكارم الأخلاق الحفاظ على الوجود والموجود . والمكافأة على ذلك حياة صالحة .
ووجهها السلبي : أن الكثيرون يلبسون عباءة الدين وقلوبهم كفر ومروق ، وشعارهم الغاية تبرر الوسيلة ، ويتبعون قانون يقول إذا أردت لعقيدتك ودينك أن يسودان عليك أن تحطم كل العقائد والمفاهيم والأديان الأخرى حتى لو كلفك ذلك الإبادة والقتل .
ويظهر جليا أن أيدولوجية الدين ( الثبات المطلق الذي يوازي السكون )، والسكون عدم وموت . والثبات في مفهوم الحرية الدينية أن المُنْزَل والمقدس يَصْلُحان للماضي والحاضر والمستقبل ، أي لا جديد في الوجود . كل هذا جعل القتل والتدمير والتعصب والتكفير سمة من سمات الحرية الدينية ، هذا بالنسبة للحرية السالبة . أما الحرية الموجبة للدين تقود لحياة صالحة ووفق معطيات وشروط أهمها .
1- وجوب اندماجها واتحادها وتفاعلها مع الحرية الموجبة للعلوم الوضعية ( علوم الزمان المعتمدة على التجربة والبرهان وعليه يصبح العلم الموجب والدين الموجب وجهان لصناعة حياة إنسانية .
2- على أصحاب الحرية الدينية الموجبة أن يُقِرُّوا في حرية الدين والمعتقد .
3- على أصحاب الحرية الدينية الموجبة أن يجاهدوا لفصل الدين عن السياسة ( الدولة) إذا كانوا حريصين على دينهم من التلوث بالفساد ، وكذلك يجب أن يفعل العلمانيون من أجل حماية مسيرة الحياة من الثبات والتخلف .
4- يتوجب على معتنقي الحرية الإيجابية من المؤمنين الصادقين ، والعلمانيين المنطقيين المخلصين ، أن لا يقبلوا بأي شكل من أشكال العبودية ، والتبعية ، والظلم ، والفساد ، والاستغلال ، وامتهان كرامة الإنسان تحت أي ستار ديني أو علمي . وعليهم أن يكونوا يداً واحدة أمام معتنقي الحرية الدينية والعلمية السالبتين لأنهما وبالاً على المجتمعات ، وأداة تعطيل لعجلة التاريخ ، ولا يسمحون لهم باستبدال الواقع المطلوب بالوهم المحجوب .
ما يحز في النفس أن أصحاب الحرية السالبة عند الكثيرين والأغلبية هي السائدة والمنتصرة في زماننا هذا وليس العيب في الزمان لكن العيب فينا ، فالحرية العلمية السالبة متجهة لصناعة أدوات التدمير وقيادة العالم دون ضمير ، والحرية الدينية السالبة متجهة للتجهيل والشعوذة والتدجيل .
صالح نصر دمشق في / 20 / 8 / 2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

انا فلاح .. الشاعر عبد المنعم مرعي

انا فلاح  انا فلاح ابن فلاح وابويا من الشقا  فاس الارض شق ايدة قسمها نصين رسم العلم فوق كفين ايدة وامي ست مصرية  وقت اللزوم عصرية وساعة الج...