قصيدة "اللمة الحلوة" للشاعر المهندس محمد عوض
قصيدة "اللمة الحلوة" للشاعر المهندس محمد عوض هي تذكرة مؤثرة بزمن مضى، زمن كانت فيه العلاقات الإنسانية أكثر بساطة وصدقًا. القصيدة تستحضر في ذهن القارئ مشاهد من الحياة اليومية التي كانت تجمع بين الناس، حيث الحب والإخلاص والكرم والتعاون كانا السمات الغالبة في المجتمعات.
تحليل الشخصيات والأحداث في القصيدة:
الصحب والأهل والجيران:
تمثل هذه الشخصيات المحور الأساسي في القصيدة، حيث يعبر الشاعر عن الحنين إلى زمن كانت فيه العلاقات بين الصحب والأهل والجيران مليئة بالدفء والمحبة. كانوا يسألون عن أحوال بعضهم البعض بصدق وفرح، وكان الجميع يهتم بالآخرين، مما يعكس روح التعاون والمشاركة التي كانت سائدة.
الفاضي والمليان:
يُظهر الشاعر من خلال هذه الشخصيات حالة التآزر والتكافل الاجتماعي، حيث كان الشخص "الفاضي" يفرح عندما يشاركه "المليان" بما لديه. يعكس هذا المشهد تقاسم الخيرات والموارد دون أنانية، مشيرًا إلى قيم المشاركة والإيثار.
النادي والقهوة والقمراية:
تمثل هذه الأماكن مركز التجمعات الاجتماعية، حيث تُروى القصص والحكايات التي تُغني الفكر وتروي العطشان إلى المعرفة والرفقة. يُظهر الشاعر أن هذه الأماكن كانت تحمل ذكريات جميلة وأحداثاً تترك أثراً إيجابياً في النفوس، وتعكس بساطة الحياة وبهجتها.
العيون الساهرة والحدود:
تعبر هذه الشخصيات عن الحماية والأمان، حيث كانت العيون الساهرة على الحدود تُعبر عن الحرص على أمن وسلامة الجميع. هذا يشير إلى الروح الوطنية والحرص على سلامة البلاد والناس.
العصافير وصوت الآذان:
تستخدم العصافير وصوت الآذان كرموز للتناغم بين الإنسان والطبيعة والدين. يُظهر الشاعر من خلال هذه الصور الشعرية التمازج الجميل بين الحياة اليومية والطبيعة، وكيف كان الناس يعيشون في سلام وهدوء مع أنفسهم ومع العالم من حولهم.
الكبير والصغير:
يُشير الشاعر إلى القيم التربوية التي كانت سائدة في المجتمع، حيث كان "الكبير" يرحم "الصغير"، و"الصغير" يحترم "الكبير". هذا يدل على التربية الحسنة والاحترام المتبادل بين الأجيال، وهو ما كان يميز المجتمع آنذاك.
الإضاءة والنقد:
الإضاءة:
القصيدة تنير لنا جانباً من الماضي الجميل الذي كان مليئاً بالمحبة والتعاون والاحترام المتبادل بين الناس. يُذكرنا الشاعر بأهمية العلاقات الإنسانية البسيطة والنقية، وكيف يمكن أن تكون الحياة جميلة عندما يكون الحب والاحترام هما الأساس.
النقد:
يعبر الشاعر بصدق وعفوية عن حنينه إلى ذلك الزمن، لكنه يركز بشكل كبير على مثالية الماضي دون التطرق إلى بعض السلبيات التي قد تكون موجودة. كما أن استخدام العبارات مثل "مش نار وشطة وغليان" و"ذم ولا دقة نقصان" يسلط الضوء على التحول السلبي الذي يشعر به الشاعر في المجتمع الحالي، لكنه لا يقدم حلولاً واضحة للتعامل مع هذا التحول.
الخاتمة:
"اللمة الحلوة" هي قصيدة تلامس الوجدان وتعبر عن حنين إلى زمن أبسط وأكثر دفئاً. عبر كلماتها، يدعونا الشاعر المهندس محمد عوض إلى استرجاع القيم النبيلة التي تجعل الحياة أكثر جمالاً وسعادة، ويحثنا على التمسك بهذه القيم رغم كل التحديات التي قد تواجهنا في الحاضر. إنها دعوة للعودة إلى الجوهر، حيث تكون اللمة الحلوة عنواناً للحب والإخلاص والتآزر.
اللمة الحلوة
×××××××××
كانت زمان بين ............الصحب والاهل والجيران
والسؤال عن الحال ........كان بيفرح القلب والخلان
والفاضي كان بيفرح............... لما بيكب عليه المليان
والنفوس كانت راضية .......مش نار وشطة وغليان
والحب كان بين الناس.... مزروع بالقلب قبل اللسان
والضحكة في الوجوه ....كانت تشبع كل فقير غلبان
والقلوب كانت صافية .......مش ذم ولا دقة نقصان
وكله سايب حموله........... على ربنا الرحيم الرحمان
بالنوادي والقهاوي ..... الحكاوي تَروي الفكر الظمآن
والقاعدة في القمراية ...........وسط الزرع بالغيطان
وع الحدود عيون سهرانة...... بتحمي في كل ميدان
وع المصطبة كل...... الأمور متظبطة حتى الأشجان
وصوت الطير ....في الفجرية نغم ويا صوت الآذان
والصيف والشتا ...وبيعدي الخريف والربيع بالأمان
والخير موجود بالقرى ..........والمدن وعلى البيبان
والطبطبة ع المجروح............ واللي في قلبه أحزان
واللي معاه يسلف اللي معهوش لو اندين من الدكان
والكبير بيرحم الصغير والصغير بيحترم الكبير كمان
والكل كان مؤدب.. بيسمع النصيحة بالعقل وبالودان
يرحم اللي كانت زمان بين الصحب والأهل والجيران
أديب وشاعر مهندس/ محمد عوض
19/8/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.