الأحد، 18 أغسطس 2024

غيابك وغيابي .. الشاعرة وفاء داري

غيابك وغيابي


  

قُلتَ لي ذاتَ يَوم..
كيفَ لِي لَوْ صَحَوْتُ يَومًا عَلَى غِيَابِك
وَأنا عَلَى عَهْدِي مَعَكِ بِالحُضُور
فِي هَزِيعِ اللّيل
فِي تَبَاشِيرِ الفَجْر
في إشْرَاقَةِ الضُّحَى
وَمَعَ الشّمْسِ فِي الغِيَاب
فِي أحلَامِي
فِي يَقَظَتِي
فِي حَنِينِي وَشَوْقِي
فِي مُنَاجَاتِي وَالسُّجُود
أنْتِ سِرُّ جَمَالِ كَوْنِي
نَفَحَتْهُ يَدُ الرّحْمنِ مِنْ عَدَمٍ
مِنْ أزَلٍ
إلَى أبَدٍ
مِنْ كَمَالِ الحَيَاةِ
منْ سِرِّ الوُجُودِ...
قُلتَ لي ذاتَ يَوم ..
مَاذَا لَوْ صَحَوْتُ يَوْمًا علَى غِيَابِك؟
سُؤَالٌ يُؤَرّقُنِي
يَزْرَعُ فِي القَلْبِ شَيئًا
مِنْ غِيَابٍ وُبُرْكَانِ غَضَبٍ وَدُمُوع
فَالقَلْبُ لَكِ..
وَالوَجْدُ لَكِ...
وَالنّبْضُ لَكِ...
أختَزِلُ الزَّمَنَ لِإجْلِكِ..
دُونَمَا تَرَدُّدٍ أو رُجُوع
كَيْفَ يَكُونُ الخُلُود...
بَعْدَ الغِيَابِ وَاللّيْلُ يَشْهَدُ
شَوْقِي وَالحَنِين
يُشْعِلُ جَذْوَتِي بَيْنَ ذهَابٍ وَإيَاب
فَأنتِ تِغْريدَةُ الطّير
وَتِرْنِيمَةُ الفَجْر
وَعُذُوبَةُ الجَدْوَلِ وَالنّهْر
وأنْتِ زَنْبَقَةُ الوَادِي
وَأنشودَةُ الحَادِي
لِلرّائِحِ وَالغَادِي
وَأَدْعِيَتِي وَأوْرَادِي
وَأشْرِعَتِي وَأبْوَابِي
فَاعْلَمِي يَقِينًا:
أنّ غِيَابَكِ هُوَ غِيَابِي...
قلت لي ذات يوم..
كيفَ لِي لَوْ صَحَوْتُ يَومًا عَلَى غِيَابِك
وَأنا عَلَى عَهْدِي مَعَكِ بِالحُضُور؟
وها قد صحوت!!!
عَسَاك نَسِيت؟
وَوَجَدّتَ البَديل.
فَمِثلُك بِلَمح الَبصَرِ يَستَفِيق
طَالما أستَبدَل الغِيَاب بالبَديل
فَهَلْ أَدْرَكْتِ الآن حَقًا مَعْنَى الغِيَاب؟
وفاء داري/فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

انا فلاح .. الشاعر عبد المنعم مرعي

انا فلاح  انا فلاح ابن فلاح وابويا من الشقا  فاس الارض شق ايدة قسمها نصين رسم العلم فوق كفين ايدة وامي ست مصرية  وقت اللزوم عصرية وساعة الج...