الثلاثاء، 6 أغسطس 2024

نعيش سعيا لا ينقطع .. الكاتبة حميدة أحمد ش

في ساعاتنا اليومية، نعيش سعيا لا ينقطع


  نحو ما نحتاجه لتغذية أرواحنا. نكتب هنا ، ما يجول في عقولنا، وهناك نصغي إلى الكلمات التي تعبر عن أمور تبدو عادية، لكنها تجذبنا بلغتها الجميلة وبساطتها الرمزية ..وهناك ، نعلق على أشياء لها طابعها الخاص في عالمنا الداخلي. نظل نبحث بشغف بين السطور عمن يشبهنا في تعبيراته، لنستغرق في القراءة لساعات، ثم نغادر بصمت، وكأننا نترك وراءنا جزء من أنفسنا هنا وهناك ..
تجذبنا بعض الكلمات هنا وهي تسعى لفتح أبوابا كانت مغلقة في أعماقنا، تُذكّرنا بعوالم قديمة كنّا نعتقد أنها قد وُضعت وراءنا، فنتسلل إليها خفية، دون أن يشعر بنا أحد. وهنالك نمكث أكثر من ساعة نفتش بين الكلمات عن أنفسنا لعلنا نصادف من يجيد وصفها بامتياز ...هي لحظات ليست محاولة لملء الفراغ التي يتركها الصمت والوحشة في قلوبنا، لكنها شعور يظل خفيا، نتجنّب البوح به حتى لا تُفضح مشاعرنا ..
في وسط كل هذه الكتابات المتفرقة هنا وهناك ، نبحث عن من يُلفت أنظارنا أو يشبهنا في تجاربه. وفي كثير من الأحيان نظل نتابع خطواته حتى نقترب أكثر لننصرف في صمت من دون أن نحدث صخبا حتى نضمن العودة في وقت آخر ...نرى وجوها مختلفة الشكل والوصف خلف الشاشة ، والتي نرسم لها أجمل الصور ، تلك الصور ، عادة تكون غير مألوفة في أذهاننا لكنها الأقرب إلى مشاعرنا ، نرى أسطرا تكتب بأجمل الكلمات وتعليقات بأطيب الأحاديث، وكأنها تنطق بما نشعر به حقا ..
فهنا، نجد من يشاركنا مشاعرنا وأفكارنا، وهنا، حتى ذلك الذي يرمي نظرة من غير أن يعبر عن شيء نراه ، و كأنه يسعى ليخفف عنا وحدتنا ويعزز إحساسنا بالانتماء لكنه لايقدر، لأن أصعب الأشياء هي التي لا نستطيع أن نعبر عنها في ساعتها ... ثم يغيب لساعات بل لأيام ثم يأتي به الحنين إلينا فيبحث عنا ليجدنا في انتظاره ..
لا تغيبوا طويلا ...لا تخجلوا من التعبير عما يجول في أذهانكم ، حتى وإن كانت كلماتكم بسيطة وعفوية. تحدثوا، عبروا ، وشاركوا ما في قلوبكم دون تردد. لسنا بحاجة فيما نكتب إلى كلمات قوية لكننا في أمس الحاجة إلى صدق المشاعر وقدرتها على التواصل مع الآخرين.
كل منا يبحث عن صدى لتجربته، وكل كلمة تُكتب يمكن أن تُخفف الوحدة وتفتح أبواب التواصل..
لذا، لا تقيدوا أنفسكم بما هو معقد أو مثير للإعجاب، بل كونوا صادقين ومباشرين في تعابيركم. فالبساطة في التعبير أحيانا هي ما يجعل الرسالة تصل بوضوح، وتفتح لكم أبوابا جديدة للتواصل مع من يشبهكم ..........................................................................................حميدة أحمد ش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

انا فلاح .. الشاعر عبد المنعم مرعي

انا فلاح  انا فلاح ابن فلاح وابويا من الشقا  فاس الارض شق ايدة قسمها نصين رسم العلم فوق كفين ايدة وامي ست مصرية  وقت اللزوم عصرية وساعة الج...