)
بعيون الليل أكتم أسراري و أرصد وجه من أحب هناك ، جاهداً لوعد يُطفئ حرقة شوق ، لإشراقة وجهه ، بأغنية صامتة ، صوتها يسكنني ، وأصابعي ثكلى والمجاز فارقني ، ويداي ببابك طارقة ، ولا سبيل للرجوع .
أهيم وقد طال هيامي أسأل عن سر هذا الليل ، حلم يلوح لعيني ، يتهادى بخيالي عابراً وكأنه وهماً ، حلم بخيال شاعر مبدع ، يرسم الليل والمعشوق لأتلاشى به رقةً وأذوب معه ، أرتجي كأساً أنتشي بها تعيدني للصبا وعنفوان مُرتجى .
حلم كأسه ترويني وتجعلني أهيم ، كما الطير في الجنان أهيم بحلم ليس كالحيارى ، حلم رهيب فرحه ينادمني نوراً وجمالاً حتى تشيب الليالي لأرتمي بأعتابه كماطهر العذارى .
هو ارتماء كلي بالأعتاب ، في حضرة الجمال ، وتلذذ بذلٍ إليه ، وبالنقاء والصفاء أبتهل بسري لعالم الأسرار ، وقد مُلئ كأسي بآمالٍ وأمانٍ ورجاءات ، وفي صدري نبض يفيض من شوق لذات الجمال بذاته ، وللذاته ونشواته ، فالقاصد يعلم ما هو المقصود .
إنه الحلم المرتجى بين عيون الليل لذلك النور المشرق المطلق بجماله ، إن تجلى كان الفلاح . فقد تجردت مني وأويت إليه ، وأخذت مني حتى ترضى ، فما زال مني مايرضي ناظريك ، فليتك بسطت إلي يدك ، فقد ضاقت بيدي السَّعَةَ .
د.عمر أحمد العلوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.