مهما غابتُ لولة
هي في رَفَّةِ طيرِ الثرثارِ
في وقعِ المجذاف
في حجرٍ كانتْ تركتْهُ
على الساحلِ
ترنو منه على قفزاتِ السمكِ العائم
في أحواضِ السدَّةِ
ومهما طالتْهُ يدُ الأغرابِ
فلن تثلمَ ( بركةَ نارنجِ الأقصى) (١)
كنتُ أراها في (شحات )
تضمُّ على الصدرِ حقيبتها
تدلفُ قُدّاميَ نحوَ المعهد
أتمثلُ قامتَها رمحاً شامياً
حينَ تدوسُ على رملِ البحر الأبيض
يسبقني الزعترُ والريحانُ
إلى مأوى بين الشعرِ المسدول
وبين الكتفينِ
تسبقُني فأراني أبحثُ في
حاراتِ ( جنينٍ ) عن موجٍ يغرقني
من بسمتها
أسأل أين أنا ؟
فتجيبُ الفاتنةُ السمراءُ
لولة :
أنتَ الآن تغورُ بقاعِ سوادِ العينين
في طياتِ الأردانِ المبتلةِ
في عبقِ اليسمين
تَتْبَعُني أعماقَ مخارج حرفك
تتشبثُ في أذيالِ ثيابي
تجري مسرعةً بسلاستها
فتضمِّخ موسيقاها
بعبير إهابي
أسألُ أين أنا
من هذا الحسنِ
الجائر ؟
د. محفوظ فرج المدلل
---------------------------
١- بركة النارنج – بالمسجد الاقصى - فلسطين
تقع بركة النارنج في الساحات الغربية للمسجد الأقصى المبارك أمام المدرسة الأشرفية، بين مصطبة سبيل قايتباي شمالا، وسبيل قاسم باشا جنوبا، وقد بنيت بركة النارنج في عهد السلطان المملوكي قايتباي عام 887هـ – 1482م,
اللوحة التشكيلية للفنان العراقي علي نعمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.