الجمعة، 9 أغسطس 2024

أمُّ المؤمنين عائشة .. الشاعر يحيى الهلال

(( أمُّ المؤمنين عائشة


  ))

اِخفضْ جناحكَ ذُلًّا زانهُ الأدبُ
               إذ ما عزمتَ لروضِ الأمِّ تقتربُ
أُمّي، وأمٌّ لكلِّ المؤمنينَ غَدتْ
                بعدَ اختيارٍ منَ الرحمنِ تُنتدَبُ
جبريلُ يحملُ للمختارِ صورتها
             هذي هي الزّوجُ للصّدّيقِ تنتسبُ 
مِن بيتِ طُهرٍ على الأخلاقِ نشأتُها
             عند النّبيِّ علَتْ في فضلها الرُّتبُ
قد أدركتْ أبويها مُسلِمَيْنِ، ولم
        تَعبدْ سِوى اللهِ آنَ الجهلُ يصطخبُ
جميلةٌ أمُّنا كالياسمينِ زها
            تلكَ الحُميراءُ تروي فضلَها الكتبُ
في العلمِ بحرٌ، وفيهِ الدُّرُّ مُكتنَزٌ
               أكابرُ الصّحبِ في شطآنهِ وثَبوا
ما مِن مسائلَ في فِقهٍ، ومُعضلةٍ
              إلّا، وكانَ لها في حَلِّها الغلَبُ
ورُبعُ أحكامِ شَرعِ اللّهِ قد أُخذتْ
       عنها، لها في المعالي الفضلُ يُحتسَبُ
فاقتْ نساءَ نبيِّ اللّهِ عالمةً
        بالوحيِ في ما أتى، أو ما هوَ السّببُ
عِلمُ النّبيِّ، وبيتُ الوحيِ موردُها
         طابَ الشّرابُ، فطابَ العلمُ، والأدبُ
هيَ الوحيدةُ بِكرًا في حلائلهِ
                وَهْيَ الحبيبةُ للمختارِ، والأرَبُ
وأُمُّنا مِن أحبِّ الناسِ إذ نزلَتْ
             قلبَ النّبيِّ، كمثلِ الشّهدِ ينسكبُ
فرضٌ علَينا: بأنْ نُعلي محبّتها
                 في كلِّ قلبٍ لهُ مِن أُمِّـهِ نَسبُ
نبيُّنا طيّبٌ، واللهُ فضّلَها
                والطّيباتُ إلى الأخيارِ تُنتَخبُ
فالوحيُ ينزلُ أحيانًا بمخدعِها
                معَ النّبيِّ، وعندَ الغيرِ يحتجبُ
روحُ الأمينِ، سلامًا جاءَ يُقرِئُها
             فضلًا، ومَنقبةً خُصّتْ بها النُّخَبُ
زُهدٌ كذا ورَعٌ، والجودُ معدنُها
                  باللّيلِ قوّامةٌ، ما هدّها التّعبُ
صوّامةُ الدّهرِ، والإيثارُ ديدنُها
           تسخو بما ملكتْ، لم يُثنِها السّغَبُ
صبرٌ، رباطةُ جأشٍ ما لها شبَهٌ
                فَقدُ النّبيِّ نِياطَ القلبِ يستلِبُ
ما بينَ سَحرٍ، ونَحرٍ، روحُهُ قُبضتْ
              نورٌ، وحَفّتْ بهِ العينانُ، والهدُبُ
في بيتها قبرُهُ، والقلبُ روضتُهُ
               ترنو إليهِ، وبالأحزانِ تعتصبُ
صِدّيقةٌ، وابنةُ الصّدّيقِ طاهرةٌ
        ما شانَها الشّينُ، خابَ الكلُّ إذ كذَبوا
واللّهُ أنزلَ في القرآنِ تبرئةً
         تُتلى، أحاطتْ بها الأجيالُ والحِقَبُ
ما جاءها مِن كلابِ البغيِ تخدشُها
               إلّا ارتقاءً، وهم للنّارِ قد ذهبوا
ما بالُ قومٍ منَ الإسلامِ قد مرَقوا
             قاموا بدِينٍ، هو الأحقادُ والكذبُ
كفرٌ صريحٌ بآيِ اللهِ يدمغُهم
             بالبغيِ جاؤوا، وللبهتانِ قد نُدِبوا
طعنٌ بعِرضِ رسولِ اللّهِ مَذهبُهم
             تكفيرُ أصحابهِ في دينِهم عصَبُ
حقدُ المجوسِ على الإسلامِ يفضحُهم
             والغدرُ طبعٌ لأهلِ الحِقدِ ينتسبُ
مِنّا السّلامُ على أمٍّ علَت شرفًا
        رغمَ الأُنوفِ التي بالرّجسِ تختضبُ
وزوجةُ المصطفى في جنّةِ وُعدَتْ
             بُشرى لها سلَفتْ، والفوزُ، والغلَبُ
أزكى الصلاةِ على المختار مِن عربٍ
       والآلِ، والصّحبِ، هم أسيادُنا النُّجُبُ

بقلمي: يحيى الهلال
تمّت بعون الله في: /٢/ صفر ١٤٤٦هـ
الموافق لـ: /٦ / آب ٢٠٢٤ م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

انا فلاح .. الشاعر عبد المنعم مرعي

انا فلاح  انا فلاح ابن فلاح وابويا من الشقا  فاس الارض شق ايدة قسمها نصين رسم العلم فوق كفين ايدة وامي ست مصرية  وقت اللزوم عصرية وساعة الج...