هوَ العُمرُ الذي أحيَاهُ وَحـدِي
سأسقِـيهِ الرضَا مِن كأسِ شُهدي
هوَ الشِّعرُ الذِي لولَاهُ كانتْ
حياتِي بيْنَ أسقَامٍ وسُهْـدِ
هوَ البحرُ الذِي فِي كلِّ فجرٍ
يُـذَكِّـرُ شاطِئَيْهِ برُوحِ مَجدِي
أغوصُ بِهِ لِأسْتبْـقِي جَلالًا
تُسَمِّيـهِ الحروفُ عظيمَ صيْدي
متَى عطِشَ الرفَاقُ سكبتُ مَائِي
لِيُسقَى كلُّ ذِي شوقٍ ووَجْـدِ
وأملأُ هذهِ الدُّنيَا غِناءً
يُـردِّدُ سِـحرَهُ مَنْ جاءَ بَعدِي
ويشهَدُ صاحِبِي أنِّي أديبٌ
نَذَرتُ لِأعيُنِ الشعراءِ عَهْدِي
وأزرعُ فرحةً فِي كلِّ نادٍ
فمَنْ طلَبَ الجمالَ ارْتاحَ عِنْدِي
أحلِّـقُ في سَماءِ الشِعرِ نَسرًا
وأتـرُكُ للطُّيورِ الخُضْرِ مَهْـدِي
وأجعَلُ جُملتِي غُصنًا طَـريًّا
وذلكَ فِي الحياةِ كَمالُ عَهْدِي
عَرُوسُ الأبجديةِ مُفرداتِي
ومَوكِبُ حُسنِهِا المعشُوقُ وَردِي
وإنْ تَكُ جَـنَّةً تلكَ القوافِي
فإِنَّ رِجالَها الفُرسانَ جُنْدِي
ولِي صَرحُ البيانِ ، وليسَ إلَّا
أنَا الماضِي علَى رغمِ التحدِّي
وفِي أفُقِ القصيدةِ لستَ تلقَى
سِوَاىَ يُرتِّبُ المعنَى ، ويُبْـدِي
متَى سخِرَ الشُّويْعِرُ أوْ تناسَى
غَفَرتُ لَهُ وإنْ لمْ يُخْفِ حِقْدِي
لأنِّي شاعرٌ ، ألزَمْـتُ نفْسِي
بألَّا يَفْـقِدَ الشعراءُ مَجْـدِي
بقلم الشاعر السيد العبد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.