ارحلي أيّتها العنادل أزعجتني
فأفنان عمري ما يطربها تغْريد
أكرَمَتْني أوجاع السّنين بلُطْفها
و حُشاشتي نعيبا و نواحا تريد
أ يا حمام الأيك الهبتَ ادْمُعي
تراقصَ الفُؤاد وَجَعًا و هو سعيد
هلّمّي يا أحْزان فالرّوح ثملت
تناديك شامخة هل من مزيد
انفخي جمر القهر كي يشْتَدّ اللّظى
فما ذاب الفؤاد و قد ذاب الحديد
آه يا نفْس كمْ ذُقْت مِن أسى
ما رحمك قريب ولا اشفق بعيد
فحين أتاك الزّمان بنوائبه و كانت
عيونك باصرة و الجسد قعيد
انفظّوا مِنْ حوْلِك كأنّ بك جرب
أو انّك بينهم ذاك الرّجُلٌ المَريدُ
فتَبّا لقوم فرّوا إنْ استجرت بهم
و إن استجاروك أوصلتهم بالوريد
فاقسو أيّها القلْب السّقيم تمرّد
أيّاك أنْ تعيش بين البشر كالعبيد..
/بقلمي جمال بودرع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.