مصريه لبنان ..
تحت سماءٍ واحدة،
في بلدٍ واحد، تختلف الطرق، تكبرُ المسافات، أصبحَ كل منا في وادٍ، ترحال، سفر بأمتعةٍ ثقيلة، تنهدات تكسر أقفاصنا الصدرية، دموع ثم آهات،
ذكريات مؤلمة، لجأتُ إلى عطركِ، تلكَ الزجاجة التي عطرتها سنواتٍ طوال. كان عطركِ، كان وجودكِ. أستنشقها لتخرج روحي من جسدي إلى ساعة نزهة سجينٍ من زنزانته. أمسكنا يدينا وتخطينا معاً معركةً،
كثرت الإصابات، وجرحنا الطعن، تنزف أجسادنا، لكننا كنا معًا وتجاوزنا تلك المراحل. كانت نظراتكِ تزيد من إصراري على حبكِ. عبرنا النيل، خالفنا القوانين، وأصبحنا جنديين خائنين لوجه العدالة ثم لمجتمعنا،
أوصلتكِ إلى بر الأمان وأنا ألفظ أنفاسي الأخيرة. كنت بين أنفاسي، كلما أغمضت عيني بدأت قصة حبنا تمر بمشاهدها. تارة أضحك، وتارة أتنهد، وتارة تدمع عيناي من الشوق. كنا وكنا، فعلنا ما فعلنا، لكن الإرادة الربّانيه لن تشاء، لن يجمعنا قدر،
كتبت في كل مرة قصيدة جديدة، أسميتك حبًا، فراقًا، فرحًا، ألمًا، كل كلماتي موثقةً باسمكِ. أنت لا تدري، أشغلكِ عني، عالم جديد، حضن رجل جديد، قصة حب جديدة، لكن إعلمِ أني حبّكِ الأول، لا قبلي،
لا بعدي، مزقت القصائد ثم أحرقت الأوراق. حاولت جاهدًا أن أتجاهلك، لم أعد أسلك طرقنا، مرافئنا، مرسانا. كنت أركض خلفك كلكلمات العاشقة التي تلاحق بعضها البعض. كنت أجمل غروب أكتبه كل يوم، كنت غيتاري، كنت بين الأوتار،
كنت موسيقاي الساحرة، أعلنتك ثم خبأتك. كنتِ بحَّةَ صوتي الحزين كلما تكلم أحدٌ عنك. ربحنا المعركة معًا، لكن يا لسوء حظي، عسرُ حالي
أرهقني، أتعبني، أبعدني. ستبقين أنت سجينة بين رواياتي، تتألقين دوماً بين أربعة أحرف: أحبكِ سيدتي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.